” هناك أربع ركائز أساسية في حياتك ، وهي الركائز التي تدعم وجود تلك الحياة ، وهي التي تمنح القوة ، والتوازن ، واليقين في حياتك ; ركن الصحة و ركن العلاقات ، و ركن العمل ، و ركن التنمية الروحية . وهي مثل الأركان الأربع للطاولة ، والتي تمسك بحياتك معاً . فالقوة في حياتك ، وقدرة حياتك للخضوع للتغيير ، و عدم اليقين ، يعتمد في جانب كبير منه على هذه الأركان . وعندما تحصل على الروح ، والذكاء الأعمق الذي وهبه الله لك ليهديك ، و ليحميك و ليقودك لتحقيق أكبر إنجازاتك ، فإن التركيز لا يزال على بناء هذه الأركان الأربعة ”_____________________________________________________
سيناقش هذا الفصل ركن العلاقات . وهذا سيشمل جميع علاقاتكم ، كيف يمكنكم المشاركة في العلاقات ، نقاط القوة ، وكذلك نقاط الضعف في العلاقات ، و جودة العلاقات التي تقيمونها مع الأشخاص الآخرين في حياتكم — مَن مِن العلاقات تقويكم في حياتكم أو و مَن مِن العلاقات تجعلكم ضعفاء – وفي المقام الأول حول علاقاتكم مع الأفراد ، ولكن بمعنى أكثر اكتمالاً ، فإنها ستتضمن أيضاً العلاقة مع ممتلكاتك ، و منزلك ، و عقلك ، و جسدك ، و وطنك ، و مع الأرض ، بالإضافة إلى علاقتك مع الطبيعة ، وهكذا. كما سوف يركز الفصل التعليمي هذا على علاقتك بالأفراد لأن لديهم أكبر أثر على تفكيرك ، وعلى وعيك ، وقدراتك .
يجب أن يكون مفهوماً في البداية أن نوعية علاقاتك مع الآخرين تحدد – إلى حد كبير – نوع الحياة التي تعيشها ، وكيف ستكون متاحة لك ، وتحدد الرؤية التي ستمتلكها ، ومدى الشجاعة التي ستحصل عليها ، لكي تستطيع أن تتبع حركة الروح داخل نفسك . هنا ، لا يمكن للروح أن تحركك في حياتك . ولا يمكنها أن تهديك ، أو تحميك إذا كانت أركان حياتك ضعيفة جداً . وفي هذه الحالة ، فإذا ما بقي لديك أناس يعتمدون عليك ، ويريدون أن يجعلوك تبقى حيث أنت و يخافون من أي نوع من التغيير ، أو أن يظهر في حياتك ، الذين يشكون ، أو الذين ينسحبون لدى حدوث أي نوع من الميول العميقة التي قد تصيبك ، وإلى الدرجة التي من شأنها أن تهدد اهتمامهم بك ، فاعلم أنهم يساهمون في عرقلتك و تأخيرك ، بل و سيشدونك إلى الخلف . سوف يأثرون بشكل سلبي عليك . وسوف يثبطون من عزيمتك ، كما سيلقون ظلالاً من الشك على تصرفاتك ، حتى ولو كانوا أناساً رائعين ، و مُحبَين للناس . فإذا كانوا لا يدركون واقع الطبيعة الأعمق داخل أنفسهم ، فإنهم سينظرون إلى تلك الطبيعة فيك بريبة وشك ، وعدم اليقين ، ولذلك لن يثقوا بها بطبيعة الحال ، لأنهم ببساطة لن يعرفوها ، لأنهم لم يدركوها في أنفسهم من قبل ، بل وستبدو غريبة ، و مُربكة ومخيفة بالنسبة إليهم . لذلك ، فمهما كانوا يفعلون معك في الحياة ، فاعلم أن ذلك سيكون محل شك .
العلاقات التي معك ، و من يؤثر فيك ، له قوة كبيرة على الأشياء التي تعرفها ، وعلى قدرتك على أتباع ما تعرف ، وعلى قابليتك لاتباع ذكاء أعظم الذي وضعه الله في داخلك . لذا ، ينبغي عليكم أن تتأمل في أمواج التغيير العظيمة الآتية للعالم ، واقع من الصعب فهمه خصوصا اندماج الكوكب في حياة المجتمع الأعظم في الكون ، والتدخل الفضائي الذي يحدث في العالم اليوم ، هذه الأحداث سوف تُبيّن لك من الذي سوف يدعمك ويقف إلى جانبك من أصدقائك و أقاربك في هذا التحقيق ، ومن هم الذين سيتشاركون معك هذا الاهتمام ؟ لأنه ليس كل من قام بتشجيعكم سيتقاسم هذا الاهتمام معك ، لأنهم قد لا يجنون أية فائدة جرّاء دعمكم ومساندتكم . ولكنكم ستدرك في البداية من هم الذين سيساندونك ، ويقفون معك، ومن الذين سيعارضونك ، ومن هم الذين سيثبطون من عزيمتك ومن هم الذين سيشجعونك على الاستمرار . إنه أمر مهم جداً لكم لكي تروا ، وتعلموا .
غالباً ما يصاب الناس بالصدمة حين يكتشفون بأن أقرب أصدقائهم ، أو حتى أقاربهم ، لم يدعموا أندماج الروح ، وقد لا يقيمون لها وزناً ، أو قد يتفاجأون بضحالة تفكيرهم حين يتعلق الأمر بأسئلة أعمق عن حياتهم ، وعن العالم . فرغم أنهم كانوا أصدقاء جيدين على المستوى الشخصي ، إلا أنهم لا يمكن أن يكونوا أكثر من ذلك ، أو أعلى مستوى ، لأنهم عموماً لا يملكون سوى قدر ضئيل للغاية من الأمور ليشاركوا فيها . ويبدو الأمر في هذا المجال كما لو أنهم لا يعرفون بعضهم البعض حق المعرفة على الإطلاق . إلا أن المصالح ، والهوايات ، والحوارات البسيطة المشتركة ليست ضارة ، ولكن حين يصل الأمر إلى أبعد من ذلك ، ليلامس قضايا في العمق ، ينقطع التواصل معهم .
إن إحدى العتبات الكبيرة الأولى التي سيكون عليكم مواجهتها هي مشاركة و عيكم الخاص لأمواج التغيير العظيمة مع الآخرين ، ومشاركتكم في استفساراتكم ، و تحقيقكم حول المجتمع الأعظم للحياة ، و تركيزكم على بناء اتصالكم مع قوى الروح الغامضة داخل أنفسكم . كونوا على استعداد ، لأن الاستجابة قد لا تكون على المستوى المرجو منها أن تكون عليه ، وعليكم أن تتوقعوا ذلك ، لأنه إذا كان أقرب الأصدقاء ، والأقارب بالنسبة إليكم يدعمون الروح في داخلكم حقاً ، فيجب عليهم ألا يعارضونك عن ذلك ، وأن يستمروا في تقديم ذلك الدعم طوال الوقت . وهذا سيكون محور التركيز عليه فيما يتعلق بعلاقتهم معكم . ليشجعوكم ويشدون من عزيمتكم لكي تظلوا صادقين مع أنفسكم ، و لتبحثوا عن مشاعركم ، و لتتبينوا توجهاتكم الأعمق . ولكن ، وبما أنهم لم يكونوا كذلك في واقع الحال في هذه القضية ، فمن المرجح الآن أنهم لن يقدموا لكم الدعم في بحثكم الأعمق ، ولن يفهموا ما تقومون به ، ولماذا تُقحمون أنفسكم مع مثل تلك الأسئلة الصعبة والهامة .
هنا ، يجب عليك أن تكون على استعداد للمضي قُدُماً ، حتى لو سقط الآخرون بعيداً . وقد يتحتّم عليك في بعض الحالات أن تتخلى عن بعض علاقاتك الطويلة والتي تمتد إلى أمد بعيد لأنها قد تعيق تقدمك في رحلتك العظيمة . ولأنهم سيشدونك إلى الخلف فقط ، ويمنعون تقدمك في الطريق الذي ستصبح فيه ، وهو ما يريدونه ، لا توجهه اللوم لهم لأن ذلك هو ما اعتادوا عليه طيلة فترة علاقاتكم معاً . لأنهم ببساطة لم يصلوا إلى مرحلة الوعي ، و عوضاً عن ذلك ، عليك أن تكون ممتن لأن الوعي قد جاء إليك ، لأن هذا سيمنحك الوقت للتعلم والاستعداد ، وربما – في يوم من الأيام – ستكون على الاستعداد لمساعدتهم في استفساراتهم . ولكن في البداية ، عليكم أن تحصل على قواك الخاصة بك فأنت لست قوي بعد بما يكفي لتعليم الآخرين ، وتشجيعهم . ولا تتوفر لديكم المهارات اللازمة لذلك بعد . ولم تصلوا إلى اليقين لأنكم لم تتعمقوا بعيداً بما فيه الكفاية في تسلق هذا الجبل كي تكونوا قادرين على توجيه الآخرين ، حتى المساعدة السطحية .
هنا ، يجب عليك أن تكون على استعداد للقيام بالرحلة لوحدك ، ولمواجهة الشعور بالوحدة ، لأنه من الأفضل أن تكون وحيد بدل أن تكون مرتبط في علاقات لا يمكنها الارتحال معك في طريق الروح . ومن الأفضل مواجهة الشعور بالوحدة بدل من الارتباط مع أشخاص لا يوجد لديهم ما يقدمونه لكم . لا حكمة ، ولا مشورة ، ولا تشجيعاً ، ولا بصيرة ۔ إلا أنك كنت في السابق تمضي أوقاتك في غفلة ، أما الآن ، فعليكم أن تمضوا الوقت بحكمة . كما أن العلاقات تستحوذ على قدر كبير من الوقت .
هنا ، فإنكم ستبحثون عن الصفات الأعمق في الناس . فالجمال ، والسحر ، واللقاءات سينظر إليها على أنها لا قيمة حقيقية لها الآن . لأنكم تنشدون العمق والصدق . وتريدون الجديّة ، تريدون الوضوح . أنتم تبحثون عن صدى أعمق مع الآخرين ، تريدون الآخرين الذين ينظرون إلى العالم ، ويستجيبون لندائه ، والذين قد بدأوا يستجيبون للروح ؛ حيث كنتم قد بدأتم بالاستجابة للروح . تريدون الناس الذين يتجاوبون معكم ، و يشجعونكم الآن ، لأنكم ستحتاجون لذلك .
عليكم أن تتحرروا من الأشخاص الذين لا يستطيعون القيام بذلك ، وعليكم فك ذلك الارتباط العلائقي بحكمة ورحمة ، لأنه لن يكون أمراً سهلاً . بل سيكون – في بعض الحالات – موجعاً للقلوب ، و مُربكاً للغاية لكم في حالات أخرى . عليك أن تجد من داخل سياق العالم لماذا أنت حقا هنا . وما هي المزايا ؟ ما الذي يريده منك على وجه التحديد ، و خصوصاً أنك مُجهز للتزود بما يريده منك ؟ . كما سيكون الأمر مشوشاً لأنهم لا يستطيعون رؤية ما ترونه ، ولا يشعرون بما تشعرون به ، ولا يدركون ما تدركونه ، كما أن الأمر لا يتعلق فقط في أنهم لم يختبروا تلك الأشياء ، بل لأنه يبدو أنهم لا يقيمون لها وزناً ولا يعتبرونها أساساً وسيقولون لكم ” ما الذي دهاكم ؟ ما خطبكم ؟ لقد اعتدتم بأن تكونوا أشخاصاً طيبين و مرحين ! ولكنكم أصبحتم في غاية الجدية الآن فلماذا تُحمّلون أنفسكم عناء مثل هذه الأمور ؟ إنه لأمر مقلق للغاية ، بل ومخيف ، فلماذا كل هذا الخوف أيضاً ؟ ومن لماذا كل هذا التطرف ؟ ” . كما أنهم سيسألون عن الدوافع أيضاً ، وعن الرؤى الخاصة بكم ، وسيفقدون الثقة بكم في نهاية المطاف .
لا بد للجميع في البداية تقريباً من أن يواجهوا مثل تلك الحالات ، لا بل وقد تكون أحياناً مخيبة للآمال جداً . ولكن لا ينبغي لذلك أن يثني من عزيمتكم ، ولا بد من الاستمرار في المضي قدماً برحلتكم ، فلديكم هدف أكبر في الحياة لاكتشافه وتحقيقه . لذلك ، ينبغي عليكم التقدم مُسلّحين ببرنامج الخطوات إلى الروح. وعليكم أن تبحثوا في طبيعة العالم وفي سياق ما يقولونه : لماذا أنتم حقاً هنا ؟ وما الذي ستحظون به ؟ وماذا الذي يريده منكم العالم على وجه التحديد لكي تنجزوه بعد أن جهزكم لذلك ؟ فلديكم رحلة أكبر لتقوموا بها الآن . وهذه الرحلة ستغير علاقاتكم ، كما أنها ستغير أولوياتكم ، وستغير ما كنتم تبحثون عنه في الآخرين .
وهذا أمر طبيعي تماماً . ويحدث نتيجة للنضج . ولكن حتى لو لم يكن هناك وجود لأمواج التغيير العظيمة ، وحتى لو ظلت البشرية معزولة في الكون ، فلا بد لكم من اتخاذ هذه الخطوات العظيمة لكي تنضجوا كأشخاص – لبناء شخصياتكم داخل أنفسكم ، ولمعرفة المزيد عن العقل وعن ميولكم ، ونقاط القوة والضعف لديكم ، ومن ثم الشروع في تقييم أعمق لحياتكم .
تضيف أمواج التغيير العظيمة إلحاحاً شديداً لهذا التقييم العميق ، ولكنه في حد ذاته ، يعتبر أمراً طبيعياً تماماً ، بل وعملية ضرورية . فكون البعض الآخر لا يستجيب ، لا يعني بأنهم لا يعنون لك ، أو أنهم قاموا بذلك نيابة عنك . وإذا لم يكن الآخرون قد نضجوا بعد ، فلا يعني ذلك ألا تنضج أنت . وإن بقي البعض الآخر على حماقاتهم ، وجهلهم ، وهوسهم ، فإن ذلك ليس سبباً لك لتفعل الشيء نفسه .
فأنت الآن قد أصبحت مباركاً ، و مُثقلاً أيضاً ، — مبارك لأنه قد تم تحذيرك ، ولأن شرارة الروح قد أضاءت بداخلك ، ومبارك لأنك قد بدأت تجد ما كنت تبحث عنه منذ سنوات من البحث والفراغ ، وجدت شيئاً يمكنك تجربته و متابعته ، شيء من شأنه أن يعطيك اتجاهاً أكبر و اتصالاً أكبر في الحياة .
ومع ذلك فهو يبقى أيضاً عبئاً ثقيلاً لأنك في الوقت الراهن يجب عليك أن تنظر في الأشياء التي لم تكن تنظر فيها من قبل . يجب عليك الآن أن تبدو شجاعاً للخروج لمواجهة العالم ، كما يجب أن تنظر بشجاعة داخل نفسك . وأن تبدأ التقييم العظيم ، بالإضافة إلى أنه يجب أن تكون على استعداد في حياتك كي ترسم طريقاً مختلفا بالطبع – وليس المسار الذي كنت قد توهمت حوله في السابق ، وليس طبعاً المسار الذي كان يمثل أهدافك السابقة و مثاليتك العليا – ولكنه شيء أعمق من كل ذلك ، و أكثر صدقاً ، وقد أصبح أمراً طبيعياً بالنسبة إليك ، ولكنه في الوقت نفسه أمر لم تكن معتاداً عليه .
هنا ، أنت لا تخلق واقعك ، إنما تسمح لواقعك بالظهور في داخلك . ولذلك ، عليك أن تقوم بإنشاء مكان له ليظهر . سيتوجب عليك خلق بيئة مناسبة له للظهور ، ولكن ظهوره أمر طبيعي ، وضروري بالنسبة إليك ، لأن واقعك هو ما أنت عليه حقاً ، وهو الذي يُمثل حقيقتك وما وراء شخصيتك ، وما وراء معتقداتك وأفكارك ، وما وراء ذكرياتك الماضية ، فإن واقعك هذا يُمثل هويتك الأكبر التي بدأت الآن بالظهور في حياتك . وقد تمت دعوتك لأنك وصلت إلى مرحلة في حياتك أصبح من الضروري القيام بذلك بعد أن قام العالم بدعوتك ، ولأن هذه الدعوة موجهه لك شخصياً. كما أن إشارات و علامات العالم تدعوك للاستعداد ، و للاستيقاظ من أحلامك لتحقيق الذات ، و للتحضير لمواجهة أمواج التغيير العظيمة ، وللمجتمع الكوني الأعظم .
تعتبر هذه نقطة مهمة جداً ، كما ترى ، لأن الجواب في داخلك ، إلا أن النداء ليست كذلك . لأنه أبعد منك . النداء في العالم . لأن النداء إلى الهدف الأعظم سيأتي من العالم . ولكن الإجابة على هذه النداء سيكون في داخلك ، فالنداء هناك ، في مكان بعيد . ولأن أمواج التغيير العظيمة قادمة — وقد بدأت في التأثير على حياة أعداد متزايدة من الناس ، وهي تتزايد باستمرار — فإن نداء العالم قد أصبحت بيننا هنا . وهو نداء مفعم بالقوة ، و مفعم بالإلزام ، و مفعم الضرورة .
وهذا هو السبب في أنك تستجيب الآن . وهو السبب في أنك تشعر ، بشكل أكبر ، بالقلق حول المستقبل ، وبقلق أكبر حول وجودك هنا للقيام بما يجب عليك القيام به في حياتك ، وما هو مهم حقاً في وقتك ، و أيامك ، وما الذي ستنجزه أثناء وجودك . إنه النداء الذي جعلك ترى . رغم أنك كنت تشعر به في بعض الوقت . أما الآن ، فإن كشف الرسالة الجديدة سيظهر لك ما كنت تعاني منه ، وما كنت تختبره ، ومن يكون شاهد على هذه التجربة ، سوف تزداد ظهوراً في داخلك . كما أنها سوف تأكد وجود الروح داخل نفسك ، وما يجب عليك أن تتعلمه وتفعله من أجل هذه الروح ، لتظهر و لتعبر عن نفسها بشكل كامل من خلالك .
هذا ليس الوقت المناسب للبحث عن الرومانسية . كما أنه ليس الوقت المناسب لمحاوله الزواج ، و ليس الوقت المناسب للالتزام بشخص ما أو بمجموعة من الظروف ، ذلك لأنك الآن تبني علاقة جوهرية مع نفسك ، كما أنك الآن تقوم بإجراء تقييم عميق لحياتك . ولذلك ، فمن الأفضل الآن ألا يأتي أي شخص آخر ليحظى باهتمامك . ولكن إن حدث ذلك و جاء هذا الشخص ليدخل حياتك في الوقت الراهن ، فإن هذا التقييم سيصبح أكثر صعوبة بكثير ، وسيتسبب في إرباك وضعك بشكل رهيب . ، حتى لو كان هذا الشخص مناسباً بالنسبة إليك ، إلا أنه يجب عليك أن تنتظر . فإذا كان مناسباً لك ، فسوف ينتظرك بدوره أيضاً .
أنت الآن بحاجة إلى الوقت لكي تتخلص من حملك و تعرف أين أنت ، لكي تدرك ماذا تعرف ، و لتقييّم علاقاتك مع الناس ، والأماكن ، والأشياء ، ولكي تستطيع تمييز الاتجاه الذي يجب أن تتبعه . ولذلك ، لا يجب أن يكون هناك من يعيق انتباهك وتركيزك ، كما يتوجب عليك أن تصبر ، و تكبح جماح علاقاتك قليلاً ، ولا تسمح لنفسك بالاستسلام لها ، فالأمر لم ينته بعد . ولكن إذا ما فعلت ذلك ، فسيكون خطأ فادحاً بالنسبة إليك ، لأنك ستكون قد تجاوزت خطوة أساسية في حياتك .
وهكذا ، فإذا كنت شخصاً تعتمد على أن تكون لديك علاقات مع الأخرين ، فإنه من الصعب عليك أن تصبح و حيداً في وضع كهذا ؛ حيث تحجب محبتك ، وأن تبتعد بنفسك عن أي نوع من المشاركة الحميمة مع أي شخص كان . أما إذا وجد شخص ما يحاول إغواءك ، أو التغلب على ميولك ، وإذا كان ثمة شخص ما يحاول إقناعك لأن تكون في علاقة معه ، فعليك أن تكون على يقين من أن أولئك الأشخاص لا يحترمون الحركة الأعمق لحياتك . وهذا يعني ، على الأرجح ، أنهم ليسوا هم الأشخاص المناسبين بالنسبة إليك ، سواء كان ذلك الآن ، أو في أي وقت آخر . لذلك ، لا تدع رغبات أي شخص أو توقعاته تدركك الآن ، أو أن تحتل حيّزاً من تفكيرك . يجب أن يكون هناك ثمة حدود لتضعها ، كما يجب عليك تأسيس هذه الحدود .
وسوف تحتاج إلى بعض الوقت – بل إلى قدر كبير من الوقت في الواقع – لكي تستطيع أن تُميّز الاتجاه الحقيقي ؛ حيث لا يجب أن يكون هناك أي انحرافات – أو أن تفسح المجال لأي شخص كان ليبعدك عن مسارك ، ولا لأحد ليشدك إلى الخلف من أجل أن يعيق تقدمك ، ولا لأحد أن يغويك ، ويستحوذ عليك ليظفر بك ، ولا تسمح لأحد يحاول تشجيعك لكي تكون في علاقة معه . فلا مكان للانحرافات هنا على الإطلاق .
إذا كنت في علاقة مع شخص ما الآن ، فيمكنك الانسحاب لفترة من الزمن . فإذا كانوا يدعمون ما تقوم به ، فسيكون ذلك أمراً جيداً ، أما إذا لم يكونوا كذلك ، فاعلم بأنه لا يمكنك الاعتماد عليهم ، لأنهم لن يستطيعوا أن يقوموا بالرحلة معك ، بغض النظر عن العواطف الموجودة بين بعضكم البعض ، وبغض النظر عما كنتم قد فعلتم معاً أثناء علاقاتكم تلك . لن يكون باستطاعتهم أساساً أن يتحركوا في الاتجاه الذي يجب أن تتحرك فيه الآن ، كما لا يمكنك هنا القيام بشيء حيال ذلك .
إن هذا هو المكان الذي تصبح فيه الروح مسؤوليتك الأولى . لأنك في سابق العهد ، كنت تضع حياتك بين أيدي أشخاص آخرين . وكانت حياتك خاضعة لرغباتك الشخصية الخاصة ، وكنت مستسلماً لمخاوفك المختلفة ، وكنت تسير بعيداً تتبع ما يقوله لك المجتمع ، وما ينبغي أن تكون عليه ، وما يتوجب عليك فعله . ولكنك الآن تسمح للروح في إطار نفسك لكي تحدد الاتجاه ، ولكي تُعيّن لك الحدود ، ولتقول : ” نعم ” لهذا و ” لا ” لذاك ، و لتعطيك الوضوح اللازم ، و لتعيدك من جديد إلى نفسك ، و لتمنحك الاتجاه الصحيح ، والخطوات التي يجب عليك اتباعها .
إلى بعض الناس ، قد يشكل العتبة الأصعب . ولذا ، فإن كثيراً منهم لن يستطيعوا عبور هذه العتبة الصعبة ، و سيتحولون بعيداً عن الروح . وسيبتعدون بعيداً عن العلامات ، والإشارات القادمة من العالم ، وكذلك عن علامات وإشارات تجاربهم الأعمق لحماية ما لديهم ، و لإرضاء من يحاولون إرضاءه ، ولأن يبقوا متمسكين بأمنهم المالي ، ومتمسكين بوضعهم الاجتماعي . ولذلك ، سوف يتراجعون ليسقطوا ، و ليعيشوا في الظلال ، في حين ستظل الروح الكامنة في داخلهم تنتظر اللحظة المناسبة لكي تندمج من جديد ، تنتظر الوقت المناسب إلى حين سيتساءلون عن الافتراضات التي في عقلهم ، وعن التزاماتهم ، ارتباطاتهم .
أما بالنسبة إليك ، فيجب عليك تأسيس هذه المؤسسة في نفسك قبل أن تتمكن من إلزام نفسك مع أي شخص كان ، أو أي شيء . فالأولوية الأولى هنا هي أن تصبح قوياً بالروح ، وأن تُخضع نفسك التقييم عميق حول حياتك ، وعلاقاتك و أنشطتك . لأنك تعرف في قرارة قلبك ، بأن هذا هو الأمر الصحيح . أما إذا كنت تشعر بأنك قد أصبحت وحيداً ، وقد أنهيت ذلك التقييم ، ولم يكن لديك الاتجاه الواضح بعد ، وإذا كنت لم تعرف بعد أي خطوات يجب اتباعها ، فأنت لم تقم حقاً بما ينبغي عليك القيام به ، ولم تؤسس نفسك جيداً ، ولم تُنجز تقييم ذاتك كما ينبغي ، وكانت النتيجة ، بأن أصبحت وحيداً فقط ليس إلا .
ربما أنت لا تسأل الأسئلة الصحيحة ، أو أنك لا تُنصت عميقاً بما فيه الكفاية للقوة ، ولوجود الروح في أعماق نفسك . وربما لم تكن تبحث في أمواج التغيير العظيمة . ولعل فكرة أندماج البشرية في المجتمع الأعظم لم تخطر في بالك ، أو أنك قد فكرت بها في بعض الأحيان . يجب عليك تأسيس هذا الأساس داخل نفسك. ولكن وفي كل الأحوال ، لا بد للتقييم العميق أن يكون عميقاً بما فيه الكفاية ليكون فعَالاً . يجب أن يكون واقعياً ، ويجب أن يُظهر لك ما هو آت في أفق العالم ، لأن هذا سوف يعطيك اليقين ، والدافع ، ولأنك سوف تدرك بأنك لا تستطيع البقاء حيث أنت ، وأنك لم تعد تعيش في الماضي بعد الآن . فالعالم الذي كنت معتاداً عليه سيتغير بشكل درامي . ولذلك فإنك لن تستطيع أن تطمئن لأي من الافتراضات القديمة ، أو حتى الضمانات السابقة . فلا يوجد مكان آمن للاختباء فيه من تقلبات الحياة الآن .
إذا كان بمقدورك أن تواجه هذا ، فسوف تكسب الشجاعة . وإذا كان بمقدورك مواجهة هذا دونما تجاهل ، أو إنكار ، ودون تفضيل ، ودون إسقاط أفكارك الخاصة ، و أمالك ، و أحلامك ، و أمنياتك ، فسوف تكسب الوضوح والموضوعية . فالشجاعة والوضوح والموضوعية تعتبر من الأمور النادرة في التجربة الإنسانية ، ولذلك فهي تعتبر من الضرورات القصوى لتوفير اليقين ، والتوجيه ، والتوازن في حياة المرء .
فمن الأفضل أن تكون مع شخص يشجعك بدلاً من وجود مجموعة كاملة من الأهل والأصدقاء يتجمهرون في جميع الأنحاء وليس لديهم أية فكرة عما يحدث حولك ، ويتغير في حياتك . لذا ، يجب عليك المواجهة هنا ، ويجب أن يكون لديك القوة لكي تقول ” لا ” للأخرين . يجب أن تتوفر فيك الشجاعة لتتحمل نتائج التقييم العميق في حياتك . أما خلاف ذلك ، فإنك لن تعرف شيئاً عن نفسك ، ولن تعرف شيئاً عن تجربتك ، وسوف تبقى مذعوراً ، و قلقاً للغاية من أن تنظر نحو الأفق .
هذا هو الوضع لدى الكثير من الناس ، وخاصة الأثرياء . فهم لا يريدون حقاً أن ينظروا خارج الأفق . ومعظمهم خائفون جداً من أنهم سوف يتغيرون ، وأنهم سيتخلون بالغصب عما لا يريدون فقدانه ، و بأنهم مجبرون على إعادة النظر بما سيحرمهم سعيهم الحثيث للحصول على السعادة والسرور ، والثروة والسلطة. إنه لأمر محزن حقاً ؛ حيث لم تفعل ثرواتهم في الواقع أي شيء بالنسبة إليهم ، سوى أنها أضعفتهم وأصبحوا أقل قدرة على الاستجابة للحياة .
لذلك ، لا تحسدهم على ما هم فيه ، لأن مأساتهم ليست شيئاً ترغب في أن يحدث لك على الإطلاق ، لأن امتلاك الكثير من الأشياء في المستقبل سيكون عبئاً حقيقياً . كما أن وجود ثروة كبيرة سيكون عبئاً حقيقياً أيضاً . فكيف لك أن تحميها ؟ و كم ستتحكم بحياتك ؟ إن أمواج التغيير العظيمة ستقوم بخلق مجموعة من الظروف ، التي من شأنها أن تجعلك بالغ الثراء وبشكل خطير للغاية ، مع كل تلك الوجوه الجائعة التي تنظر إليك . ولكن لا ، لا ، هذا ليس هو الطريق .
سوف تحتاج صحبة عظيمة ، وقوية في طريق العلم إلى الروح . وستكون في حاجة الآخرين الذين يتمتعون بقوة كافية لمواجهة أمواج التغيير العظيمة ، والذين هم على استعداد للبدء في النظر إلى الأمام نحو المجتمع الكوني الأعظم في مستقبل ومصير الإنسانية هناك . يجب أن يكون لديك رفاق آخرون قد بدأوا أيضاً في اتخاذ نفس النوع من الرحلة التي ابتدأت السير فيها .
إن الأمر الآن ليس عن الرومانسية والزواج . لأن ذلك ربما قد يأتي فيما بعد . لذا ، قم بإنهاء الإدمان على الرومانسيات ، ولا تصبح شريكاً جنسياً لأي شخص خلال هذه الفترة الأولية . ولا تمنح نفسك لأي شخص كان . سيتوجب عليك تحمل كل شئ هنا – كل اهتماماتك – كما يجب أن يكون تركيزك شديداً على حياتك . نعم ، إن الأمر يصل إلى مدى هذه الجدية والخطورة على حد سواء ، وهذا ما سيتطلب الوضع القيام به . و هكذا ، ومع مرور الوقت ، فإن الآخرين سيأتون للانضمام إليك .
سوف تكون عرضة لإغراءات الرومانسية . لذا ، سوف يتم إغراؤك عن طريق إقامة علاقة ، وعن طريق الجمال ، والإعجاب ، والثروة . وسوف تبقى جميعها على درجة معينة من الجاذبية بالنسبة إليك . لكن الروح فيك لن تُعجب بأي منها ، ولن تستجيب لها . ولذلك ، فبالقدر الذي تكون فيه قوياً بالروح ، ستكون أكثر مناعة و تحصيناً حيال هذه الفتن وجاذبية إغراءاتها . ولكنك لم تصبح هناك بعد حتى الآن . لذا عليك أن تقوم بهذه الرحلة لاكتساب هذه القوة ، وتلك الحصانة ، وتلك الحرية . ويا لها من روعة في أن تكون قد أصبحت متحرراً ، و خالياً من الإغواء . لأنك حين تصبح حراً ، فسيبدو الجميع بالنسبة إليك وكأنهم مربوطون بالسلاسل ، وكأنهم عبيد لرغباتهم ، وهواجسهم ، ومخاوفهم ، وعلاقاتهم غير اللائقة ببعضهم البعض وارتباطاتهم مع أشخاص آخرين . ولكن الحصول على هذه الحرية يتطلب نوعاً من النضال الذاتي داخل نفسك عزيمة حقيقية .
أما ما وراء مجال العلاقات الشخصية الخاصة بك ، فإنك سوف تحتاج إلى اكتساب الخبرة من الناس الذين يبحثون عن الأمواج العظيمة – الناس الذين لديهم مهارات مختلفة ، ومواهب مختلفة ومهن مختلفة – كما وسوف تحتاج إلى التعلم عن الأمواج العظيمة ، وما الذي تعنيه في حقيقة الأمر ، وكيف تنكشف ، وما هي النتائج المحتملة على البشرية ؟ يجب عليك القيام بهذا مع أكبر قدر ممكن من الموضوعية . فليس من الضرورة أن يصل التحقيق حول ذلك إلى درجة الهوس ، ولكن عليك الإبقاء عليه ضمن حدود كونه جزءاً من تعليمك العام
ولذلك ، يجب عليك أن تصبح طالباً من طلاب العالم ، وكذلك طالباً من طلاب الروح لدراسة ما هو مهم حقاً ، وما هو مهم بالنسبة إليك لتدرسه الآن ، وبما يتعلق – حول العالم – من الصراعات ، والانحرافات ، وجميع الإغراءات والماسي ؟ وما يجب عليك أن تبحث عنه هناك ؟
هناك عدد قليل من الأشياء المهمة . لذا ، يجب عليك أن تصبح على بينة من الحالات التي تحدث في جميع أنحاء العالم ، وذلك فيما يتعلق بتوافر الغذاء والماء ، كما يجب أن تصبح على بينة بالتغيرات المناخية ، وتأثيرها على الإنتاج الغذائي في العالم ، وتأثيرها على رفاهية الناس في كل البيئات الحضرية والريفية على حد سواء . ويجب أن تكون على علم بعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي ، وكيف أنه يظهر في بعض الأماكن . ويجب أن تكون على بينة بتفشي الأوبئة والأمراض المزمنة والمستعصية والمعدية ، ويجب أن تكون على علم بالصراعات التي لا تزال دائرة ، والنزاعات التي قد تنشأ في المستقبل . وهكذا ، فعندما تنظر إلى العالم ، قم بالبحث عن هذه الأشياء . وانظر جيداً لتكون فقط شاهداً عليها ، ومعرفة ما إذا كانت هناك أي علامات أو إشارات .
لأنه ليس كل ما تنظر إليه قد يكون ذا أهمية ، أو يحمل أمراً هاماً ، وليس كل تنظر إليه يكون علامة أو إشارة . عليك فقط أن تنظر ، وتشاهد مع الروح ، التي تبحث من دون تفضيل أو رأي ، أو حُكم ، لأنها تنظر فقط . وأنصت أيضاً من دون تفضيل أو حكم ، لأن المعرفة تنصت فقط . فإذا وجدت علامة حقيقية ، فإن الروح ستعبر عن نفسها وإعجابها بشكل خاص . ولا يكون ذلك مجرد رد فعل عاطفي من الحزن ، أو الأسى ، والندم ، أو الغضب . بل سوف يكون شيئاً سيقرع الجرس في داخلك . وهذا أمر هام . قم بتدوين – ما تسمع ، وأين سمعت ، وكيف نال ما سمعت إعجابك – ثم تابع ذلك باحثاً عن أية علامة ، وإشارة ، لأن ذلك أكثر أهمية من التحفيز .
ابحث عن العلامات ، لكن لا يُطلب منك أن تصبح خبيراً في أي من هذه المجالات . ولست بحاجة إلى دراستها في العمق . ولكن عليك أن تنظر ، وتبحث عن تلك العلامات . لأنها ستخبرك كم ستكون أمواج التغيير العظيمة سريعة وهي تقترب . وسوف تقول لك كم تبقى لديك من الوقت لتنفيذ الأشياء التي كنت تحاول القيام بها حتى الآن .
عليك أن تكون مثل الحيوانات في الحقول ، ومثل الطيور في الهواء ، تراقب و تُنصت للتغييرات في البيئة المحيطة بك ، فيما يواصل الآخرون انشغالهم بشؤونهم الخاصة ، وهوسهم بأنفسهم ، غير مبالين ، وغير مهتمين على الإطلاق . وهذا هو السبب الذي يفسر عدم وجود منافسة لك على اهتمامك الآن . ولذلك ، على قصص الحب والعلاقات الرومانسية أن تنتظر ؛ حيث يجب عليك الآن إنشاء مساحة خالية بداخلك للاستماع ، وللبحث ، وللتعلم . كما يجب أن تتباطأ وتيرة حياتك ، بحيث يمكنك الاستماع ، والبحث والتعلم كما أن البدء في برنامج الخطوات إلى الروح سوف يعلمك كيف تحافظ على تركيز عقلك ، وكيف تنصت بشكل أكثر عمقاً داخل بنفسك من خلال تجربتك ، وكيف تبحث عن العلامات .
إن علاقتك بالروح الآن قد أصبحت أساسية ، ويجب أن تطغى هذه العلاقة على أية علاقة أخرى مهما كان تقيمها مع أي كان ، وحتى علاقتك بأطفالك الذين سيبقون معك ، لا يمكنهم أن يتدخلوا بعلاقتك مع الروح . ولذلك ، فكلما قويت من بناء هذه العلاقة ، كلما ازدادت قدراتك على المشاركة فيها مع أطفالك ، وتشجيعها في نفوسهم . لا يوجد سن صغير حتى تتعلم المزيد عن الروح ، وحتى تدرك كيفية التعرف على تجربتك الأعمق ، كما يجب أن تكون صادقاً مع نفسك .
هذه هي الطريقة التي وضع الله بها الروح . وقد بقيت دائماً هكذا . فالدين وكل مآسيه ، وضخ الثقافة والتاريخ ، وتلاعب القادة والمؤسسات ، لم تغير الطبيعة الأساسية لوحي الله – والذي هو الروح داخل الفرد ، من خلال الروح ، يساهم في العالم . أنه أساسي . وهذا هو جوهر كل دين . دعك من المعجزات ، وقم برمي الطقوس الروتينية الدينية ، وكذلك المبادئ التوجيهية المؤسسية ، وسوف يبقى سر الروح داخل نفسك ، تنتظر من يكتشفها .
أما الآن ، فالعالم ينادي إلى هذا ، لأن أمواج التغيير العظيمة قد أصبحت فوق العالم ، وستواجه البشرية الآن بنفسها تدخُل المجتمع الأعظم من الكون المحيط . ولذلك ، فإن العالم سيجبر على التقدم في التطور البشري ، وسيدعو الروح من خلالك ، ويجب أن تستجيب . وهنا تكمن قوة وقتك ، والتي ستعطيك عملاً لتقوم به والذي سيكون أساسياً و ضرورياً ، في داخل نفسك وفي العالم على حد سواء .