كما أوحي إلى رسول الرب
مارشال ڤيان سمرز
في الواحد و الثلاثين من أكتوبر من عام ٢٠٠٨
في ولاية كولورادو ، مدينة بولدر
الشغل الرئيسي للأشخاص المهتمين بالدين هو مشكلة المعصية ، مشكلة الخطيئة البشرية ، حتى الخطيئة البشرية الجسيمة. و مع المعصية مرتبط العذاب و العقاب. حتى الجحيم خُلق كنوع من العقاب المطلق المعاصي النهائية.
في حين أن هذا هو أساس الكثير من التفكير الديني ، إلا أنه أيضًا السبب الذي يجعل ملايين الناس يبتعدون عن الدين تمامًا ، على الرغم من أنهم أنفسهم روحانيون للغاية في طبيعتهم و توجههم. المعصية و العقاب ، إذن ، تصبح قضية خطيرة للغاية ، و هناك العديد من النظريات حول هذا الموضوع.
أرسل الرب رسالة جديدة إلى العالم ليقدم توضيحًا هنا لأن التوضيح مطلوب بشدة. لقد ألهم الرب جميع الأديان ، لكنها تغيرت جميعًا بسبب سوء الفهم البشري و الطموح البشري و المؤسسات البشرية ، بحيث لا يمكن في بعض الحالات التعرف على ما لديك اليوم عند مقارنته بالتعليم الأصلي و النية الأصلية.
من الواضح أنه يجب أن يكون هناك إقرار صادق بالخطأ البشري و جذوره و مظاهرة و كيف يمكن تصحيحه لصالح الفرد و مصلحة الإنسانية. تقدم رسالة الرب الجديدة فهماً مختلفاً للغاية هنا ، و هو فهم يتماشى مع المقصد الأصلي لجميع ديانات العالم. هنا ترتبط الخطيئة أو المعصية بعجز الفرد عن تجربة الروح و التعبير عنها ، الذكاء الأعمق الذي وضعه الرب داخل كل فرد كإمكانية عظيمة.
يبدو الأمر كما لو أنك ولدت بعقلين: عقل شخصي إجتماعي تم تكييفه بثقافتك و عائلتك و العالم ؛ و عقل أعمق خلقه الرب — عقل لا يفكر مثل عقلك الشخصي ؛ عقل لا يتكهن و لا يقارن و لا يتناقض ؛ عقل لا يحكم و لا يدين و لا يلوم الآخرين. لقد أعطى الرب الروح لكل شخص لإرشادهم و حمايتهم و قيادهتم إلى حياة أعظم من المعنى و الوفاء في خدمة العالم.
هذا العقل ، إذن ، من المفترض أن يكون البوصلة و المرشد ، الملاح لتوجيه سفينتك عبر المياه الضيقة و الخطيرة للحياة. يعلم الرب أنه بدون المعرفة الروحية ، و بوجود عقلك و تكييفك الإجتماعي فقط لإرشادك ، سوف تكون عرضة للعديد من الخطايا و العديد من الإغراءات. في الواقع ، بدون الروح ، سوف تكون معظم حياتك عرضة للخطيئة . سوف تنحرف بإستمرار عن المسار ، و قد تخرج عن المسار إلى حد كبير لدرجة أنه قد لا يكون من الممكن في هذه الحياة إعادتك.
هذا هو السبب في أن الرب لا يعاقب الخطائين لأن الرب يعلم بدون الروح أن كل ما يمكنك فعله هو إرتكاب الخطأ — ربما خطايا بسيطة ، و خطايا مقبولة إجتماعياً ، و خطايا تتماشى مع المعتقدات العامة و الإجماع في ثقافتك ، و لكنها أخطاء مع ذلك. هؤلاء الأخطاء يبعدونك عن نفسك ؛ يفصلونك عن الآخرين ؛ فهم متحيزون يقودونك إلى إدانة أمم كاملة من الناس الذين لا تعرف شيئًا عنهم ؛ إنهم ا يقودونك إلى إنشاء وجهات نظر متطرفة ، و وجهات نظر قاسية و قمعية عند تطبيقها على الأمم و الثقافات. بدون المعرفة الروحية ، سوف تنظر من خلال عدسة الخوف و الرغبة ، و لن ترى حقيقة طبيعتك أو حقيقة طبيعة من حولك.
لذلك لا عقاب من عند الرب لأن الرب يعلم بدون الروح كل ما يمكنك فعله هو ارتكاب الخطأ ، حتى الخطأ الجسيم. داخل الروح داخل الضمير الأعمق يتم معرفة ما هو الصواب و ما هو الخطأ ، ضمير أعمق يمنعك من مخالفة الصواب ، و يحفزك على المضي في الصواب.
هذا ليس ضمير إجتماعي. هذا ليس ضميرًا تؤسسه قيم و عادات الثقافة. هذا أعمق و أكثر طبيعية. إنه يتجاوز التأثيرات الثقافية. إنه أمر أساسي لطبيعتك.
و مع ذلك ، إذا لم تستجب لهذا الضمير الأعمق في داخلك ، و لم تكن واعياً لوجوده ، و إذا لم تستجب لتحذيراته و لم تستجب لدوافعه ، فسوف تسترشد بأمور أخرى. سوف تكون عبدًا مملوكاً لقوى أخرى — عبداً مملوكاً لرغباتك و إدمانك ، و عبدًا مملوكاً لتوقعات الآخرين ، و عبدًا مملوكاً لمخاوفك و تحيزاتك ، و عبدًا مملوكاً لتوقعات ثقافتك ، أو لتحذيرات و مبادئ دينك – عبد مملوكاً لأشياء أخرى كثيرة. هذا هو السبب في أن الناس يميلون إلى العبودية ، و التفكير مثل بعضهم البعض ، و التصرف مثل بعضهم البعض ، و التصرف مثل الأغنام ، و تقليد بعضهم البعض ، و طلب الموافقة من بعضهم البعض.
هذا ما يفعله الناس عندما لا يسترشدون بالروح. الناس يسيئون لبعضهم البعض. يستغلون بعضهم البعض. إنهم يسعون إلى كسب الثروة و السلطة ، و إنكار و حتى تدمير الآخرين في مهامهم. يغريهم الجمال و الثروة و السحر.
هذه عوامل الجذب ليس لها تأثير على الروح بداخلك ، و لكن بالنسبة لعقلك الشخصي ، فهو منوم مغناطيسياً. سوف تتخلى عن حياتك من أجلهم. سوف تحرم الآخرين من الحياة من أجلهم. في عدد لا يحصى من التعبيرات المختلفة ، سوف يؤثرون عليك و يلتقطونك ، و سوف تكون ملزمًا بهم كما لو كانوا أسيادك.
سوف تسعى للحصول على أكثر بكثير من ما تحتاجه. سوف تصبح مهووسًا بما استحوذت . سوف تنفق أي ثروة تمتلكها ببذخ ، و بحماقة ، على أشياء قليلة القيمة أو معدومة القيمة ، بينما يتضور الآخرون جوعًا و يكافحون من أجل البقاء. كمستهلك ، سوف تكون مثل الجراد على العالم ، تلتهم كل ما هو في الأفق ، طائش و متهور ، دون إعتبار للتكلفة البشرية و دون إعتبار للتأثير على العالم الطبيعي.
كل هذا يحدث لأنكم لا تستجيبون للروح. أنتم لا تسترشدون بالروح. لقد أعطاكم الرب الروح حتى لا تقعوا فريسة لإغراءات العالم و مآسي العالم ، حتى تكون حياتكم قوية ، بحيث تكون حياتكم صادقة مع طبيعتكم الأعمق ، و تكونون قادرين على استيفاء الهدف الأعظم الذي أرسلكم إلى العالم.
الأغنياء و الفقراء على حد سواء ، فالناس في بؤس لأنهم لا يحققون هذا القصد الأعظم. لكل شخص هدف فريد و مجموعة من الإنجازات هنا ، و إذا تم إنكارهم ، إما بسبب خداع الذات أو بسبب قهر الفقر المدقع ، فإن الناس سوف يفقدون الإلهام و النزاهة. سوف يُجبرون إما بسبب الظروف أو بميولهم الخاصة على الإنفصال و التغريب عن طبيعتهم العميقة و عن قوة الرب و حضوره بداخلهم.
هذه هي مأساة الإنسانية ، و هي مأساة الحياة المتجلية في جميع أنحاء الكون. إنها مأساة الإنفصال عن الرب. لكن الرب قد تغلب على الإنفصال لأن الرب وضع الروح بداخلك ، ذكاء إرشادي مثالي — ذكاء لا يمكن للعالم أن يفسده ، ذكاء لا يخيفه أهوال و قسوة الحياة هنا ، ذكاء ملتزم تجاه الهدف من وجودك في العالم ، ذكاء لا يمكن ثنيه أو إضعافه بأي نية ذكية أو قوة خطيرة في العالم.
إذن الذنب هو العيش بدون الروح ، و عندما يخالف الناس الروح ، فإنهم يخلقون التوتر داخل أنفسهم. إذا استمروا في ذلك ، فسوف يخلقون بئر من الذنب ، و الشعور بالذنب يولد العدوانية و لوم الآخرين. و هكذا تتراكم المشكلة حتى لا يشعر الشخص بقيمة الآخرين و يكون مدفوعًا بالغضب أو الاستياء و الحاجة.
هنا يمكن أن يصبح الناس مدمرين حقًا ، بما يتجاوز حتى ما تسمح به ثقافاتكم. هنا البشر قادرون على القسوة المذهلة. هذا شكل متطرف من الإنفصال عن طبيعتكم العميقة ، عن الروح داخل أنفسكم.
يقر الناس ، بالطبع ، على مظاهر الجريمة و القسوة و يطلبون العقاب ، و بينما قد يكون من الضروري في كثير من الحالات عزل الفرد الذي تحكمه هذه الميول ، فإن الناس يريدون المزيد من العقاب. يريدون من الرب أن يعاقب الأشرار. يريدون الأشرار أن يذهبوا إلى الجحيم و أن يعاقبوا هناك إلى الأبد. و يعتقدون أن هذا ما سوف يفعله الرب في يوم القيامة الأخير. يعتقدون ذلك لأنهم يعتقدون أن الرب يفكر كما يفكرون — مع كل مظالمهم ؛ مع كل تحاملهم ؛ ومع كل كبريائهم و انعدام أمنهم و أضغانهم .
إنهم لا يدركون أن الرب قد أعطاهم عقلًا مثل عقل الرب — عقلًا أعمق ، و عقلًا لم يفسده العالم. يعتقدون أن عقل الرب مثل عقلهم الشخصي ، فقط أكبر و أكثر قوة. هنا ينبثق من خيال الناس مفاهيم إله غيور ، إله غاضب ، إله منتقم. ذلك لأنهم يُسقطون على الرب ميولهم و مآزقهم.
إذا كان الرب كلي القدرة ، فكيف يكون الرب غير واثق بنفسه؟ إن كان الرب يعلم الأخطاء التي سوف ترتكبها ، فلماذا يعاقبك الرب على ارتكابها؟ إن كان الرب يعلم أنه بدون المعرفة الروحية سوف يكون عقلك مرتبكًا و ضائعًا في العالم ، فلماذا يعاقبك الرب على هذا؟ سوف يكون ذلك بمثابة معاقبة طفل على بكائه ، أو معاقبة طفل لكونه طفوليًا. هذا جهل ، و مع ذلك فإن هذه الأفكار منتشرة جدًا في العالم ، و هي منتشرة جدًا بين بعض الأشخاص في مؤسسات معينة الذين يدعون أنهم يمثلون الإرادة و الهدف الإلهي في العالم.
يأمل الناس أن يجد الأشرار الذين لم يُعاقبوا في هذه الحياة عقابًا أبديًا بعد هذه الحياة ، و أن يتحقق إحساسهم بالعدالة ، و تتحقق رغبتهم في الإنتقام ، و أن يكون الرب جلادهم ، و أن يكون الرب سجانهم. لذا فإن مفهوم الجنة و الجحيم بأكملهما هنا تصبح نوعًا من الإسقاط النفسي — إسقاط للخيال البشري و القيم الإنسانية و الميول البشرية.
كما هو واضح، فالجنة حالة لا يمكنك تخيلها ، لأن في حالة الجنة فإنك لا تملك شكل مادي. فأنت لست مادة صلبة ، كما أنت في هذه اللحظة ، لأن وجودك في الجسد يعني أن تعاني من قيود الجسد و مخاطر الحياة. لا يمكن أن تكون هذه الحالة في الجنة. حتى لو كان لديك جسد في الحالة الفردوسية ، فسوف يصبح مقيدًا و محدوداً بشكل متزايد بمرور الوقت. و من الواضح أن مفاهيم الناس عن الجحيم و اللعنة ليستا شيئًا يمكن أن يخلقهما رباً محباً أو يجيزهما.
إذن لديك هذه المفارقات و هذه الخلافات و هذا الإلتباس. لقد ولد كل هذا من كونك منفصلاً عن طبيعتك الأعمق و عن التيار الأعمق لحياتك. هنا يحل الخيال محل الإدراك و الفهم. هنا تحل الأيديولوجيا و المعتقدات الصارمة محل يقين المعرفة الروحية داخل نفسك. هنا يصبح وعيك بالحضور الإلهي نوعًا من معركة في قاعة المحكمة بدلاً من قوة النعمة و من قوة الخلاص.
يعلم الرب أن الوجود المادي صعب و إشكالي ، و أنه ضمن هذا ، سوف يصاب الناس بالرعب و الخوف و تدفعهم ظروف الحياة. لهذا السبب وضع الرب الروح في داخلك و في داخل جميع الكائنات الحية — كمصدر للإرشاد. كمصدر للتصحيح و الحماية و الإلهام. تم علاج مشكلة الإنفصال على الفور لأن الروح وُضعت داخل أولئك الذين سعوا للهروب من حالتهم في الجنة لخلق نوع مختلف من الواقع لأنفسهم.
يمكنك تخيل أي شيء تريده و أي شيء لا تريده ، لكن الروح لا تزال تعيش بداخلك. إنها تعمل في نطاق حواسك الخمس و خارج نطاق حواسك الخمس. إنها تعمل خارج نطاق و حدود عقلك. هذا هو السبب في أنها تبدو غامضة للغاية. إنها تمثل واقعك الغير مادي ، و لهذا السبب يحتار منطقك و أنظمة تفكيرك. يُمنح الخيال شكلاً لأفكارك و دوافعك ، لكن الروح تتجاوز الشكل. و مع ذلك ، فإن الروح ترشدك في أكثر الأمور عملية. و الرب يعلم ما هو حق لك و ما لا يصلح لك.
لذا فإن الروح هي ترياق الشر. إنها تصحيح للمعصية ، و هو أمر طبيعي تمامًا بداخلك ، كونها جوهر ذاتك الحقيقية ، الذات التي خلقها الرب ، و ليست الذات التي هي ناتج ثقافتك و بيئتك الدنيوية.
قبل أن ترتكب خطأ ، هناك علامات ، و سوف يكون هناك ضبط للنفس داخل نفسك. قبل أن ترتكب خطأ جسيمًا أو مكلفًا ، سوف تشعر بضبط النفس هذا. سوف تأتي فرص عظيمة في حياتك ، و علاقات مهمة ، و سوف تحفزك الروح نحوهم . لكن إذا لم تستطع الشعور بهذا التقييد و هذا الدافع ، فإن قوة الرب و نعمته سوف تضيع عليك مؤقتًا.
بدونهم ، سوف يكون لديك فقط حيرتك و أفكارك و أفكار الآخرين لتوجيهك. هذا هو مصدر كل الخطايا . هذا ما ينتج عنه أخطاء مكلفة و حتى قاتلة. هذا ما يقودك إلى طريق مظلم من الخطأ و الشعور بالذنب و التخلي عن الذات.
لكن الروح لا تزال معك دائمًا معك. الرب صاحبك بسفرك . لا تزال قوة الخلاص في داخلك. بغض النظر عما فعلته ، أو تعتقد أنك فعلته ، و تؤمن به ضد نفسك و الآخرين ، فإن الروح موجودة لتوفير التصحيح. توفر لك الطريق للخروج من معضلتك. تعيد علاقتك الحقيقية مع نفسك ؛ تمنحك الأساس و المعايير لإنشاء علاقات حقيقية مع الآخرين ؛ و تضعك على المسار الصحيح لإيجاد و تحقيق مهمتك و هدفك الأعظم من التواجد في العالم.
لقد أعطاك الرب الجواب بالفعل. لكن يجب عليك إعادة تركيز عقلك ، و إعادة توجيه نفسك لتجربة الإجابة التي تعيش و تعمل في داخلك. يتضمن ذلك اتخاذ الخطوات نحو الروح ، و إعادة ربط عقلك السطحي الشخصي بالعقل الأعمق للروح بداخلك.
أنت ترى ، بدلاً من معاقبة الأشرار و إرسالهم إلى الجحيم ، يهتم الرب بالأشرار و الخطائين و الضالين و يهيئهم للجنة من خلال استعادة وعيهم بالروح و معه ضميرهم الأعمق.
غالبًا ما يربط الناس بين الضمير و الشعور بالذنب ، لكن الضمير حقًا هو الوعي و القوة بداخلك التي سوف تقودك إلى استعادة حياتك ، و لتمحو أخطائك و لتعيد تأسيس نزاهتك و علاقتك الحقيقية مع نفسك و الآخرين. إنها قوة الخلاص بداخلك. بغض النظر عن المدى الذي ذهبت إليه ، بغض النظر عن مدى تباعدك عن طبيعتك الحقيقية و هدفك في العالم ، فإن الروح موجودة لإعادتك.
ماذا عن العقاب؟ حسنًا ، عندما تفصل نفسك من الروح ، فإنك تعاقب نفسك بالفعل. عند إعطاء حياتك لأشياء لا معنى لها ، سوف تشعر أن حياتك لا معنى لها. عند إعطاء حياتك لأشياء تافهة ، سوف تشعر أن حياتك تافهة . كونك مسترشدًا بالرغبات و الطموح و الخوف ، سوف تعتقد أن هذا هو ما تتكون منه حياتك. سوف تكون حياتك ضعيفة و غير معصومة و لن تحترم نفسك أو الآخرين. و ما تقدره في الآخرين هو تلك الأشياء التي أغوتك: القوة و الهيبة و السلطة و الإذعان و ما إلى ذلك.
هذا عالم بلا روح. هذا هو المكان الذي جاء فيه المنفصلون للعيش و محاولة تحقيق أنفسهم هنا. لكن لا يمكنك أن تجد الإنجاز بهذه الطريقة. لأنه بدون الروح لا يوجد تحقيق. هناك متعة مؤقتة. ربما تكون هناك لحظات خالية من الهموم ، لكن الحياة هنا مرهقة و صعبة. إنها متعبة . الاضطرار المستمر إلى حل المشاكل و التكيف مع الظروف المتغيرة ، الحياة هنا صعبة. إذا كنت صادقًا مع نفسك ، فسوف ترى هذا و عليك الاعتراف بذلك. و سوف تتنازل عن نفسك للحصول على ما تريد ، و لترضي الآخرين ، و لتكسب الفضل ، و تبني الثروة ، و تمتلك الجمال ، و تتجنب الألم.
إنه وضع ميؤوس منه. يمكنك التفكير في مليون خطة و مخطط مختلف للعمل على وجودك لصالحك ، و لكن لا يوجد أمل هنا. لن تنجح الرغبة في تحقيق الذات لأن الإنفصال لا يعمل ، و لا يمكنك إنجاحه ، و كلما حاولت أكثر ، كلما خدعت نفسك أكثر و نفسك لطموحاتك و طموحات الآخرين.
يُثبت الأشخاص من حولك بشكل كبير ، و بطرق لا حصر لها ، كل نتائج العيش بدون معرفة روحية. كيف تدينهم على هذا ، بينما هذا يظهر لك قيمة المعرفة الروحية في داخلك ، و اليأس من محاولة تحقيق ذاتك بدونها؟ مع الفهم الحقيقي ، لن يكون هناك إدانة. مع الرب لايوجد إدانة. لا يوجد سوى التصحيح.
ليس الأمر كما لو كنت مؤمناً و تذهب إلى الجنة. هذا ليس كيف يعمل الأمر على الإطلاق. يجب أن تعطي حياتك لقوة و حضور الروح ، مسترشد بضميرك الأعمق ، سواء كنت ملتزمًا بدين أم لا.
ليس المؤمنون من يذهبون إلى الجنة. بل هم أولئك الذين استعدوا للجنة بقوة و نعمة الروح في داخلهم. لأن هذا هو ما أعطاهم الرب لإرشادهم و لتهيئتهم و لتحقيقهم في هذا العالم ، عالم لا يمكن تحقيقهم فيه بأي طريقة أخرى.
المعصية و الخطيئة هما ناتج طبيعي للعيش في حالة من الإنفصال و الإغتراب عن الذات و عن الآخرين. هذه هي الأشياء المتوقعة. هذه هي العواقب. و سواء كانت هذه الأخطاء مقبولة اجتماعيًا أم لا ، و سواء تم تجربتها بشكل عام و التعبير عنها من قبل الآخرين أم لا ، فهي في الأساس نفس المشكلة. إنها مجرد مسألة مدى التطرف الذي يمارسه المرء في العبودية للجهل و الإنفصال. و لكن لا تزال هناك قوة الخلاص من الروح.
يجب على المجتمع أن يعزل أولئك الخطرين و المدمرين ، لكن لا تعتقدون أن هناك لعنة أبدية. لا يوجد سوى انفصال عن الرب. و هذا ينتج عنه نوع من الإنزعاج المستمر و مستوى من المعاناة لا يمكن لأي قدر من المتعة أو الهروب أو التجنب أن يخففها.
إذن أنت تعيش في نوع من الجحيم بالفعل. عندما تدرك هذا ، و تدرك أنه لا يمكنك الهروب من هذا الجحيم بالسعي لمزيد من المتعة ، أو اكتساب المزيد من الأمان ، أو اكتساب المزيد من القوة و السيطرة على الآخرين ، فسوف تدرك أنه يجب عليك التخلي عن مقاليد الأمور لقوة أعظم داخل نفسك.
هنا يمكن للعقل أن يبدأ في أخذ مكانته الصحيحة كوسيلة للتعبير و الإبداع لقوة و حضور الروح داخل نفسك. هنا تبدأ في ممارسة قوة التصحيح لنفسك و للآخرين. و أنت تنظر إلى العالم بمغفرة لأنك تدرك بدون الروح ، لا يمكن للناس إلا أن يعيشوا في ارتباك و سوف يكونون عرضة للخطأ و كل إغراءات قوى التنافر في الحياة التي تثبت أنها تضعف رفاهية و نزاهة الناس في كل مكان.
لقد أتيت إلى العالم للهروب من حالتك الفردوسية ، لكنك أتيت إلى هنا أيضًا بهدف أكبر لأن الرب قد صاحبك بسفرك . الرب في المقعد الخلفي. أنت تقود السيارة. تعتقد أنك وحيد في هذه السيارة ، لكن الرب في المقعد الخلفي. يهمس الرب في أذنك — إلى أين تتجه ، و إلى أين تذهب ، و ماذا تفعل ، و ماذا تتجنب ، و من تكون معه ، و من لا تكون معه. و عندما يبدأ عقلك في الإستقرار ، تسمع هذا الصوت ؛ تشعر بهذه النبضات . هذا كلام الرب لك.
يبدو أنك وحيد و معزول و منفصل عن الآخرين ، لكن الرب صاحبك من أجل سفرك لأنه لا يمكنك حقًا فصل نفسك عن الرب. حتى لو ارتكبت أبشع الجرائم في هذه الحياة ، فما زلت لا يمكن أن تنفصل عن الرب ، و سوف يستردك الرب في النهاية. لكن كلما طال هذا الأمر ، زادت المعاناة التي سوف تعانيها ، و كلما طال أمد بقائك في جحيمك الشخصي. يمكنك أن تخلق لنفسك جحيمًا أعظم ، و لكن لا يزال شريان الحياة إلى الرب موجودًا.
تحاول بعض الشخصيات و المؤسسات الدينية إجبار الناس على الإيمان بالرب بالطاعة لمذاهبهم و إيديولوجياتهم من خلال التهديد بالعقاب الأبدي و اللعنة. و هم يدّعون أن هذا مصدره الرب ، كلمة الرب: ”ها هو الكتاب“. يشيرون إلى الكتاب.
لكنهم لا يفهمون الرب. إنهم لا يفهمون قوة الرب و حضوره. يعتقدون أنها مسألة إيمان و طاعة ، لكن الإعتقاد ضعيف. إنه من العقل. و الطاعة عبودية و لا تظهر أي احترام حقيقي إلا إذا كانت طبيعية و تأتي من القلب. لا يمكنك أن تُجبر على فعل الشيء الصحيح ، لأن قلبك لن يكون هناك. و هذا لن يؤدي إلا إلى المقاومة و الاستياء و سوء الفهم و سوء استخدام الوحي العظيم الذي أرسله الرب إلى العالم. بمعنى آخر ، كل شيء يتلف هنا. يفسد وحي الرب العظيم لأن الناس يستخدمونه لمصالحهم الخاصة ، لتحقيق أفكارهم و ميولهم.
من المفترض أن يكون الدين طريقًا يجب اتباعه ، و طريقًا للخلاص و التجديد. إنه يهدف إلى جلب الناس إلى الروح ، لتكريم قوة و حضور الروح داخل الفرد. لكن الدين أصبح أداة للعقل. هنا تنشأ الأصولية و الإلتزام الصارم بالقانون ، بدعوى أنه قانون الرب. الرب ليس لديه قوانين. الرب له الهدى فقط. لقد أعطاك الرب الروح ، فلا داعي لأن تحكمك قوة أجنبية بعيدة.
لا ينشغل رب الكون بشؤونك اليومية و لا يتحكم في أحداث حياتك اليومية. لكنك أعطيت الروح ، النور الهادي في داخلك. و لديك معلمين أعظم خارج النطاق المرئي موجودون هنا لمساعدتك ، و إرشادك و الذين سوف يصبح وجودهم في حياتك أكثر وضوحًا كلما تعلمت اتباع قوة و حضور الروح داخل نفسك.
لقد خلق الرب الترياق الكامل للشر و التصحيح الكامل للخطأ. لا يتوقع الرب منك الكمال هنا ، بل فقط خدمة أعظم لرفاهية الآخرين و رفاهية العالم و الحفاظ عليه.
عندما تأتي لترى هذا ، سوف تكون ممتنًا جدًا. سوف تكون ممتنًا جدًا لإمتلاكك هذه القوة التوجيهية في داخلك. و سوف تكون ممتنًا جدًا لأنه لا يوجد سيف عقاب معلق فوق رأسك ، و أن هناك طريقة للخروج من مأزقك ، بغض النظر عن مدى عمق و تعقيد ذلك.
إن وحي الرب الجديد يجلب الوضوح هنا و وضوح الهدف و وضوح المعنى. إنه يعلم حقيقة طبيعتك الروحية على مستوى المعرفة الروحية. إنه يتجاوز الإرشادات و النصائح البسيطة لتوفير قدر أكبر من الإلهام و التوجيه لك. إنه يكرم تصميمك الفريد و هدفك الفريد و مهمتك في الحياة.
وحي الرب الجديد نقي. لم يفسد من قبل الحكومات. لم يتم الاستيلاء عليه من قبل الأفراد الطموحين. لم يتم ربطه بأشياء أخرى. يبقى غير فاسد ، خالي من الشوائب ، نقي و ضروري. لكنك لا تستطيع أن تفهمه بالكامل بعقلك. سوف يكون عليك تجربته.
سوف يتعين عليك تجربة قوة و حضور الروح في داخلك و الإقرار بأن لديك حقيقة أكبر تتجاوز نطاق الجسد المادي ، و أن هذه الحقيقة معك في هذه اللحظة و في كل لحظة. سوف يكون عليك أن تفهم أنه يوجد تحت سطح عقلك عقل أعمق و تيار أعمق للحياة و الحكمة. عليك أن تتعلم كيف تسكن عقلك لتشعر بقوة الروح و حضورها في داخلك ، و قد وفر الرب التحضير لعمل ذلك.
لا تعتقد أبدًا أن جميع وحي الرب قد تم إعطائه بالفعل ، لأن الرب لم ينته بعد من التحدث إلى العالم. يعلم الرب أن البشرية تدخل وقتًا مليئًا بالمشاكل الكبيرة ، حيث سوف يكون عليها مواجهة أمواج التغيير العظيمة القادمة إلى العالم و واقع الحياة و المنافسة من الكون من حولكم. لم ينته الرب بعد من التحدث إلى العالم ، و يتم تقديم توضيح كبير و إعداد لمجموعة جديدة من الأحداث و الظروف ، التي لا تكون البشرية على دراية بها و غير مستعدة لها.
حان الوقت لتتعلم البشرية الآن ما تعنيه الروحانية داخل مجتمع أعظم من الحياة الذكية في الكون. بدلاً من أن يكون تركيزًا منعزلاً و قبلي ، يجب أن يصبح الآن أكثر كونية و كمال. حان الوقت لكي تتعلم الإنسانية عن حياتها و مصيرها داخل هذا المجتمع الأعظم ، و أن تحصل على فهم أكبر للطبيعة الحقيقية للروحانية البشرية ، و قوة الخلاص و التجديد التي تعيش بداخلك في هذه اللحظة ، في انتظار من يكتشفها.