كلا. إن استقبال الرسالة الجديدة هو استقبال حكمتها وتعليمها بشأن المعرفة-الذاتيـّة، والغاية، والعلاقة، والوحدة، والتعاون، وبشأن انبثـاق البشريّـة في مجـتـمع أعظم من الحياة الذكـيّة في الكون.
خذ بهذه الرسالة الجديدة إذن وقدمّها إلى قومك، إلى أمتك، إلى قبيلتك، إلى دينك، وأدرك القوى العظيمة التي تهدّد بزعزعة القدرة البشريّـة على البقاء، وبنزع حريتها وسيادتها في داخل هذا العالم. لا بُد من أن يكون هنالك تَـعَهُّدٌ جديد بالحفاظ على حرية الإنسان ووحدته وبالوقاية لهذا العالم. ولا يمكن لهذا التَـعَهُّد أن ينهض إلا من خلال المعرفة الأعمق، التي قد غرسها الله في داخل كل شخص.
إذن، بمقدورك أن تكون بوذيـّاً ويكون لديك الوَعْي بالمجـتـمع الأعظم والتعهُّد بالتزاماته. بمقدورك أن تكون مسلماً ويكون لديك الوَعْي بالمجـتـمع الأعظم والتعهُّد بالتزاماته. بمقدورك أن تكون كاثوليـكياً أو بروتستـانتياً أو أن تمارس أيّ دينٍ أو مسارٍ روحيٍ آخر كنت قد أخترته، ولكن من خلال منظور أعظم. فمن المهم هنا أن تدرك أن الله لا يسعى لخلق دينٍ جديد، إنما يـريد الله خلق فهمٍ جديد، ووَعْيٍ جديد، وتعهُّد جديد. هذه هي المتطلبات التي يجب أن تبقى مستقرةً في داخل جميع أمم البشريّـة ودياناتها.
ومع ذلك، فإن هناك البعض مِـمّن ستكون الرسالة الجديدة هي مسارهم وهي طريقهم، وسيصبحون هم المستقبلين الأوائل، فهم الأوائل الذي سيعملون على تطبيق الرسالة الجديدة. سيشعرون بأنهم قد أُعطوا ما قد كانوا يبحثون عنه، وهو طريق جديد. أما بالنسبة لأي شخص آخر، فإن الرسالة الجديدة تعطي البشريّـة الوَعْي الأعظم، والفهم الأعظم، والمقدرة الأعظم، والتعهُّد الأعظم، هذه هي المتطلبات التي يجب أن تتجلى من خلال العائلة البشريّـة بأسرها.
استقبل إذن الرسالة الجديدة. اجعلها حاضرةً في قلبك وفي عقلك، في عائلتك وفي مجتمعك، في سننك الدينـيّة وفي أُمّتك، وفي وَعْيك عن العالم، وعندها فإنك قد استقبلت الرسالة الجديدة من الله.