“باستطاعتك الشعور بحضرة جميع العلاقات من خلال المعرفة. هذه هي التجربة الإلهـيـّة“.
إن الله هو مصدر المعرفة التي في داخلك، كونها – أي المعرفة– هي عقلك الروحي الأعمق الذي قد مَنَّ به الخالق عليك وعلى سائر الكائنات ذات الاستشعار في الكون.
لقد خلق الله الكون المادي، ولكن ليس بالطريقة التي قد تفكر بها. إذ قد هيئ الله أسباب العمليّة التطوريّـة في الكون المادي لكي يشغل كل ما هنالك من فضاء وزمن لأولئك الذين يعيشون في الفضاء والزمن، لأولئك الذين هم منفصلون عن الخالق بمحض إرادتهم ونياتهم.
إنه من أجل فهم هذه العبارة، ألا وهي أن الله هو الخالق للمعرفة التي في داخلك، وجب عليك فهم الفرق بين عقلك الروحي وعقلك الدنيوي. وجب عليك فهم الفرق بين كل من روحك وعقلك وجسدك.
تـمثّل المعرفة التي في داخلك الرابطة التي تربطك مع الله ومع حياتك خارج نطاق هذا العالم. هذه الرابطة موجودة في داخل جميع الديانات الصحيحة وفي خارج نطاقها أيضاً. خالصة هي هذه المعرفة وباقية وهي خارج نطاق أي سُلطةٍ أو وقوةٍ دنيويّـة.
سوف تُعَلِّمُكُم الرسالة الجديدة كيف تفهمون هذه الأمور بأوضح طريقة ممكنة. وبما أن هذا الأمر يمثل عتبةً جديدةً وفهماً جديداً للبشريّـة، فإنه سيتطلب الوقت والتشجيع من الآخرين الذين يتعلّمون معك. إنه أمر صعب وتحدٍّ حقيقي أن تتعلّم شيء من المـحاولة الأولى عندما يكون جميع من حولك مُتَمَسِّكاً بمعايير مختلفة من القيم والافتراضات. إذا كنت تستطيع أن ترى أن المعرفة التي في داخلك هي الجزء الباقي منك، هي الجزء الذي قد خلقه الله وما زال مرتبطاً بالله، هي الجزء الذي قد شُبِّعَ بالحكمة الإلهـيـّة لأجل هدايتك وحماية حياتك في هذا العالم في هذا الوقت، عندها سوف تبدأ برؤية طبيعة هذا التأليف القدسي ولماذا هو في غاية الأهمية بالنسبة لك، أنت يا من تسعى لإيجاد غايةٍ صحيحة ومعنىً صحيح ووجهةٍ صحيحة في حياتك.