”سؤال سوف يظهر بالتأكيد هو : ما الذي تتوقعه فيما يتعلق بأمواج التغيير العظيمة ؟“
على وجه التحديد ، فإن ما سيحدث ، سوف يتحدد جزئياً بقدرة الإنسانية على الاستجابة و الاستعداد . الأشياء التي سوف توقع هو أن العالم سيصبح أكثر دفئاً ، ما سيزيد من خسارات الإنتاجية الغذائية بشكل كبير ، و ندرة كبيرة للموارد المائية في كثير من الأماكن في العالم ، في حين ستكون هناك فيضانات هائلة في أماكن أخرى ، وستقل موارد الطاقة وستنشأ الاضطرابات الاقتصادية ، ما سيؤدي إلى أن بعض الأماكن إلى الانهيار .
سيصبح كل شيء باهظ الثمن وذا كلفة عالية . لذا ، ستكون هناك منافسات كبيرة ، ومخاطر أكبر من الصراعات والحروب من أجل الوصول إلى الموارد المتبقية . و ستتعرض بعض المناطق للدمار الشامل. وسيتم تدهور مناطق أخرى ، العديد من الصناعات سوف تفشل ، ما سيُخلف الكثير من العاطلين عن العمل .
لذلك ستزداد خطورة حدوث مجاعات كبرى في أجزاء كثيرة من العالم ، و حتى في أجزاء من الدول الغنية . كما ستكون هناك زيادة مستمرة في الاتفاقات الدولية من أجل توزيع الغذاء ؛الغذاء سوف يتم توزيعه في الأماكن الأكثر أحتياجاً. . كما سيكون هناك نقص هائل في الأدوية والرعاية الطبية ، وحتى لدى الأثرياء ، والأمم الغنية ، وسيحل العديد من الظواهر الجوية المدمرة بشكل هائل.
إن خطر الحرب نفسها ستؤدي إلى نشوب صراعات على نطاق لم يسبق أن شوهد من قبل في هذا العالم . فإذا كان من الممكن منع هذه النزاعات ، أو الحد منها على الأقل إلى مستوى أدنى ، فإن ذلك سيُحدث فرقاً هائلاً في نتائجها على البشرية . ولكن درجة معينة من تلك الصراعات سوف تنشب ، خصوصاً في الدول الفقيرة ، سواء كانت صراعات داخلية وأهلية ، أو صراعات فيما بينها . كما أن هناك خطراً كبيراً من أن تقوم الدول الأخرى ، اليائسة الآن ، في التورط في صراع مع دول أخرى .
فعلى الحكومات أن تمسك بزمام السيطرة أكثر ، وأن تقلل من حرية الإنسان الفردية ، حتى في أكثر الشعوب حرية . وسيكون ذلك كحالة من الطوارئ ، ولكنها حالة مستمرة . ولذلك ، فإن كثيراً من الناس سيقفون بوجه تلك الحكومات ، و سيناضلون ضدها . سيكون هناك الكثير من الماسي الإنسانية ، والكثير من الإقدام والشجاعة الإنسانية .
مناطق ضخمة من العالم الآن مسكونة بشكل عالي سوف تكون مهجورة ، بعد أن تصبح غير صالحة للسكن ، وقاحلة ، ومن المستحيل زراعة المحاصيل الغذائية فيها بسبب نقص المياه . ستكون هناك هجرات كبيرة من البشر بعيداً عن هذه المناطق ، و بعيداً عن مناطق الصراع أيضاً . وسيكون هناك ما يمكن تسميتهم ” اللاجئين البيئيين ” ، بالإضافة إلى لاجئي الحروب ، وسيكون ذلك على نطاق لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية من قبل .
سيكون هناك خطر كبير من تفشي الأمراض الوبائية التي سوف تسرع من تدهور الأوضاع، لا سيما في المناطق الحضرية الكبيرة ، حيث سيموت الكثير من الناس ، ستكون أحداث و كوارث هائلة الحجم.
لكن في خضم كل هذا ، ستبرز عظمة الإنسان ، وبراعته . على التكنولوجيا الآن أن تطور أساليب ومسارات جديدة لتقديم الطاقة للإنسان ، على أن يكون معظمها من خلال تطوير أشكال الكهرباء . لأنه لا بد من أن تتوفر – في تلك الأوقات العصيبة القادمة – توفير عظيم للطاقة و توحيد الموارد داخل الأمم ، وفي كثير من الحالات بين الأمم .
لكن ، حتى لو تم بذل أفضل الجهود البشرية ، إلا أن ذلك لن يمنع حدوث التغيير ، والاضطرابات واسعة النطاق . ولكن الإبداع والتعاون الإنساني ، سيحدد إن كان للإنسانية مستقبل ، وإن كانت الحضارة الإنسانية ستنجح في البقاء على قيد الحياة ، وأن كان سوف يمكنها بناء أسس جديدة من الوحدة والتعاون .
لذلك ، لا يمكن الهروب من أمواج التغيير العظيمة ، ولكن يمكن تقليل آثارها الضارة ، و تقليل من دمارها ، بل ويمكن الاستفادة منها في العديد من الطرق — وضع مسار جديد للبشرية ، وبناء مجتمع دولي أقوى من الناس المتقدمين في مجالات التكنولوجيا ، والنهوض بالعدالة الاجتماعية ، بالإضافة إلى النهوض بالإنسان نحو الخير . ولكن ذلك لن يكون سهلاً . ولكن في الحقيقة ، سيكون ذلك أصعب معضلة تواجهها الإنسانية – في تاريخ محاولاتها – أكثر من أي وقت مضى . لأن هذا سيتطلب التزاماً كبيراً ، وشجاعة عظيمة ، و إيماناً عظيماً ، و تعاوناً كبيراً ، و ضبطاً كبيراً للنفس.
سيتطلب رسالة جديدة من الله من أجل توفير الحكمة ، و الروح التي ستحتاجها البشرية الآن إذا كانت ستركز على الاستفادة من نقاط القوة ، و تتجنب الاستسلام لنقاط الضعف.
سيكون السفر في غاية الصعوبة ، إن لم يكن مستحيلاً . ولذلك ، فإن الناس سوف يعيشون حيث هم ، و محلياً ، و سيعملون محلياً ، و سوف يضطرون إلى البقاء على قيد الحياة محلياً . لذلك ، سيكون الإنتاج الغذائي المحلي ، و التصنيع المحلي ، أكثر أهمية من أي وقت مضى . كل شيء سوف يجبر على أن يشتغل على نطاق صغير.
أما أولئك الذين يمتلكون بعض الموارد ، سوف يضطرون لتقاسمها عبر إرسالها إلى الخارج للشعوب الجائعة ، والمناطق التي تعاني من النكبات والأزمات حول العالم . لذا ، فإن الجهد الإنساني يجب أن يكون هائلاً ، وبالكاد يمكن مقارنته بمقاييس اليوم . كما ينبغي على الأمم الأكثر ثراء أن تستقبل الناس الهاربين من المناطق التي تعرضت للدمار في بلدانهم ، أو تلك التي تعاني من التصحر والآفات ؛ حيث لم يعد لإنتاج الغذاء مكان . كما أن المناطق التي تستطيع فيها الإنسانية أن تكون قادرة على العيش فيها ستتقلص إلى حد كبير ، ما سيضطر الملايين من الناس إلى الانتقال نحو أماكن أخرى من أجل إعادة التوطين .
إن هذا يختلف كثيراً عن أوهام وخيالات المجتمعات البشرية اليوم ، حيث تتسابق في بناء المدن الأعظم ، ووسائل النقل الأسرع ، والترفيه الأفخم ، ووسائل الراحة الأمتع. إن كل هذه الأعمال إنما هي عنوان للحماقة ، والعمي ، و التهور ، و حتى للجهل ، و الغباء المستفحل . لذلك ، فإن هذه القوى تدفع البشرية نحو حافة الانهيار أكثر فأكثر ، مدفوعة بذلك الإفراط في العالم — حتى أصبحت أكثر الغافلين للعلامات والإشارات المحذرة للإنسانية ، التي قد اجتازت العديد من العتبات التحذيرية. .
أولئك الذين يتمتعون بالبصيرة ، والذين يمكنهم أن يروا ما هو آت في الأفق ، فهم مُدانون من قبل الأخريين لأنهم سلبيين ، وغير روحانيين ، أو أنهم الناس المنذرين بيوم القيامة . أصحاب البصيرة عندكم يتم تجاهلهم ، وإنكارهم ، وعدم الاكتراث لهم، أو أنه سوف يصبح مذموماً بين قومه ، بينما يستمر الجميع مسيرته في تدمير العالم ، وفي استنزاف الموارد والتقليل من احتمالات البشرية المستقبلية .
في حين أن هناك مصادر كبيرة من الطاقة لدى الإنسانية لم تكتشف بعد ، بل ستحتاج إلى زمن طويل حتى يتم اكتشافها ، لذا ، سيكون عليها الصمود والبقاء على قيد الحياة آنذاك لمواجهة أمواج التغيير العظيمة ، حتى يكون لدى الإنسانية فرصة لاكتشافها .
ستكون الفترة الانتقالية للاستقرار الجديد في العالم طويلة وصعبة للغاية . ولكنها ليست مستحيلة . وفي الواقع ، فإن ذلك يجب أن يحدث كحتمية ، ولكن لا تظن بأن ذلك سيحدث من تلقاء نفسه ، كما لا تعتقد بأن التكنولوجيا وحدها سوف تجعل ذلك ممكناً.
لأن التعداد البشري سيصبح في المستقبل أقل مما عليه الآن بكثير ، ولكن نأمل أن يتم ذلك من خلال إرادة الإنسان ، و الوسائل الوجدانية الخلاقة . ولكن إن لم يكن كذلك ، فإن الطبيعة حينذاك ستدمر المجتمعات الإنسانية بما لديها من قدرات ، بالإضافة إلى الحروب والصراعات التي ستساعد على ذلك أيضاً .
سيكون لديكم عالم أصغر للعيش فيه . وقد لا يتعدى مليار ، أو مليارين إنسان ، ولكن ليس أكثر من ذلك . هذا مع التكنولوجيا المتقدمة ، وأفضل الجهود المبذولة – و المجتمع الدولي القوي ، و الجهود التعاونية المبذلة من أجل التخفيف ، والحد من الصراعات والحروب . وبعبارة أخرى ، فإذا قام كل إنسان بما يترتب عليه بشكل جيد ، و بشكل صحيح ، و مع مساهمة بشرية هائلة ، فإنه سوف تبقى هناك حاجة لعدد محدوداً من السكان في العالم .
إذا لم يتم اتخاذ هذه الإجراءات ، وإذا لم يكن باستطاعة الإنسانية أن تستعد لما هو قادم ، وإذا لم تكن قادرة على كبح جماح الجشع المتعاظم ، والفساد المستشري ، و المنافسة مع بعضهم البعض ، فستكون النتائج أسوأ بكثير ، بل وكارثية ، بحيث لا يمكن للكلمات أن تعبر أو أن تصف ذلك السوء — انهيار الحضارة ، وذلك الانحدار الهائل لعدد البشر ، وهذا ما سيدمر العالم و يستنفد موارده .
بل و أبعد من ذلك ، فهناك التهديد الخفي للتدخل ، و المنافسة على تلك الموارد من المجتمع الكوني الأعظم . فهناك غزو فضائي في العالم ، متمركز من أجل تولي مقاليد السلطة ، و لتقديم نفسها كمنقذ للإنسانية ، وإنشاء شبكات لدعمها ، و لتدعم ممثلين الغزو من بني البشر. كما سيسعى هذا التدخل للتأثير على الرأي العام ، من أجل تضع السلطة نفسها على أنها المنقذ النبيل للإنسانية ، و حتى في بعض الحالات اعتبارها أباً للإنسانية من أجل أن تنشب مخالبها في النسيج البشري .
ولذلك ، فإن ذلك التدخل القاسي سيخلق مخلوقات هجينة قادرة على تقديم المشورة ، وفي نهاية المطاف على قيادة الأسرة البشرية برمتها ، وستكون عديمة الولاء إلا لمصالحها ، لأنها ستكون بلا رحمة ، ولا احترام ، أو أدنى تعاطف مع البشرية .
هكذا كيف أعراق أجنبية ، لا تمتلك أي قدرات عسكرية — تستطيع أن تمتلك السيطرة على على عالم كبير مليء بالأفراد العنيفين. هذه الأعراق الغازية ستدعم الانحدار البشري ، و سوف تساهم في تضعيف أقوى الأمم ، و توجههم للانشقاق و التنافس و الصراعات مع بعضهم البعض. سوف تشجع الصراع البشري بواسطة الوعود الزائفة للسيطرة على العالم ، لقادة محددين من الأمم و الأديان.
فالإنسانية سهلة الخداع ، منقسمة على ذاتها . و خرافيه . إنها تجهل ما الذي يوجد خارج حدود العالم ، وتجهل حقيقة الحياة في المجتمع الأعظم من العوالم ، و الحياة في الكون .
إن كل ما تحتاجه تلك القوى الغازية هو الوقت لتضعف البشرية نفسها. حتى يعرض الغزو نفسه ، بشكل عام أو من خلف الكواليس ، للحصول على مقاليد السلطة. إذا حصل هذا الشئ ، هنا تكون البشرية خسرت أعظم ممتلكاتها — و حريتها و قرارها الذاتي.
يمكنك أن ترى بالفعل كم ستكون مواجهة هذه الأمور صعبة ، وكم أنت ضعيف في عدم قدرتك على مواجهتها . فأنت قد تكون قوياً جسدياً . وربما يمكنك أن تعدو لعشرة أميال دونما توقف . وربما أنت ناجح في عملك ومتوازن في شؤونك ، وربما أنت قوي جداً في نظر نفسك ، ولكنك سترى كم أنت ضعيف وغير قادر على المستوى العاطفي و النفسي ، وكم تتمنى لو أنك تهرب بعيداً ، وكم ستُصر على الحلول ، وكم سوف تُنكر ، وكيف قد تقع بسهولة في اليأس ، وكم قمت بالاحتجاج ، وكم غضبت بوجه الآخرين ، و بوجه الشعب ، و بوجهه الحكومات غير قادراً ببساطة على الرؤية ، و على مواجهة أمواج التغيير العظيمة .
يجب عليك مواجهه هذا. إذا لم تستطيع ، سوف تهرب بعيداً ، استعدادك لن يحصل و سوف تكون أكثر عرضة للقوى و المخاطر لهذه الأحداث.
الرسالة الجديدة هنا لمساعدتكم في الاستعداد ، و لكن لجعلكم مستعدين لا بد من تحذيركم في بادئ الأمر ، فإذا لم تستطيعوا رؤية المشكلة ، فإنكم لن تدركوا أهمية الحل . وإذا كنت لا ترى أن كنت حقاً لا تملك جواباً لجميع هذه الأشياء ، فإنك لن تكون في وضع يسمح لك بقبول نعمة وقوة الله فيك ، وهو الرؤوف بالعالم وهو مانح النعمة . فإذا لم تتقبل الواقع ، فإنك لن تعرف العلاج .
إن الوضع أكثر خطورة مما تظن ، وسيتطلب منك قوة أكبر مما كنت تعتقد أنك تمتلك ، و لكنك في الواقع لا تمتلك هذه القوة . إن إيمانك بنفسك ، والإيمان بالناس ، وإيمانك في الأمة ، وإيمانك بقوة الروح في داخلك ، وفي الآخرين ، سيجعلك أقوى بكثير مما أنت عليه اليوم. سوف يتوجب عليك أن تترك أحكامك ، أحقادك ، تحاملك ، شكوكك ، منظورك السَؤوم ، آمانيك و أحلامك الحمقاء و القصص الخيالية و الأوهام الفنتازيا.
لكن لكي تتخلى عن تلك الأشياء ، عليك أن تعيد تجديد قواك و قدراتك الحقيقية ، لكي تستمتع بالحياة في الوقت الحاضر ، ولتحضير نفسك للحياة في المستقبل . كما لا بد لك من تجديد قابليتك ، و إمكانياتك لتكون مع الآخرين ، ولأن تكون مع نفسك ، وأن تتمتع بجميع المزايا الحقيقية للحياة ، وأن تعد بتحقيق الهدف الأكبر هنا .
أنت لم تدرك بعد بأن التحضير لمواجهة أمواج التغيير العظيمة هو المسار الذي سيحرر نفسك لله ، و سيجعلك أكثر قوة ، و رحمة ، و تمكين و حكمة — أحكم مما أنت عليه اليوم . وسوف يمنحك فرصة للإفلات من الماضي التعيس والظروف المؤسفة من أجل حياة جديدة — حية و فيها هدف ومعنى ومساهمة.
أما إذا لم تتقدم الإنسانية في أوقات النجاح ، والرخاء ، فلا بد لها أن تتقدم في أوقات الفشل . وإذا لم يكن بمقدور الإنسانية توحيد وبناء قوتها الأساسية في أوقات الوفرة والثراء ، فيجب عليها أن تفعل ذلك في أوقات الفرص المتناقصة والموارد المتناقصة.
فهناك ثلاثة أشياء يجب أن تحققها الإنسانية لكي تكون جنساً حراً داخل مجتمع أعظم من الحياة الذكية . فعليها أن تكون متحدة ، و مكتفية – ذاتيا ، ويجب عليها أن تكون في غاية الحذر . يجب أن تكون متوحدة بمعنى أن تعمل معاً كوحدة كلية . ولا يعني بأن تُحب المجتمعات بعضهاً بعضاً ، أو أن تكون متوافقة فيما بينها في رؤية ذات الأشياء ، وفي نفس الطرق ، ولكن يجب على الإنسانية أن تعمل معاً كوحدة كامل.
فالاكتفاء الذاتي للبشرية يعني أن كل ما تحتاجه يأتي من هذا العالم الواحد ، بحيث لا تعتمد على تجارة و تأثير الأعراق الأخرى في المجتمع الأعظم — والذين سيستفيدون بسهولة من من عرق ناشئ و حديث الاندماج مثل عرقكم.
كما يجب أن تعمل بسرية تامة ، هذا يعني ينبغي عليكم أن لا تبثون كل اتصالاتكم في الفضاء ، تكشفون لأي جهه مهتمه للمراقبة كل شئ تفكرون به ، كل شئ تفعلونه ، نقاط ضعفكم ، نقاط قوتكم ، أسراركم — كل شيء.
يمكنك الآن – بشكل واضح – أن ترى ضعف البشرية الكبير في الكون . فهي غير متحدة ، ولا تزال تتلاحم فيما بينها بصراعات وحروب ، ونزاعات طائفية وقبلية ، وفي شتى أنواع التنافس والقتال ، ولذلك ، فهي تساهم ، وبسرعة ، في تدمير موارد العالم من خلال قيامها باستنزاف تلك الموارد في حروبها وصراعاتها . في حين أن ” الاكتفاء الذاتي ” يتلاشى مع مرور كل يوم ، فيما البشرية تهدر ، و تُقلل الإرث الطبيعي الذي يتناقص شيئاً فشيئاً ، مواردكم الأساسية و الأكثر حيوية ، والتي ستجرف العالم لمواجهة أمواج التغيير العظيمة . وأنتم غير متكتمين على الأطلاق بحيث تعرضون تقريباً كل شيء في الفضاء من خلال موجات الراديو.
أنتم لا تدركون مدى ضعفكم الهائل هنا . لأن في الكون ، القوي سوف يهيمن على الضعيف إذا أستطاع ذلك ، كما هو الحال هنا في الأرض. لأن الطبيعة لا تتغير مع التكنولوجيا . كل من في الكون يبحثون عن الموارد ، حيث أن الأعراق المتقدمة الذين استهلكوا موارد عوالمهم مضطرين للمقايضة و البحث عن الموارد أين ما استطاعوا. المنافسة و الخداع من حولكم هائل ، خلف أي شيء ممكن لك أن تتخيله. بكل بساطة هو قانون الطبيعة يحدث على نطاق أكبر.
إدا الإنسانية كانت خبيرة بالأمور التي تحدث في الكون المحلي من المجرة ، سوف تنهون الحرب اليوم. سوف تحافظون على العالم اليوم. سوف تقومون بإرشاد باستهلاك الطاقة اليوم ، سوف تحافظون على بيئتكم اليوم. سوف تحافظون على تنوعكم البيولوجي اليوم. سوف تحصرون اتصالاتكم على وسائل اتصال آخرى اليوم. و في الأمس.
أنتم تتجهون إلى موقع من عدم الحيلة الشديدة و من العرضة للغزو في الكون ، و لأنكم تعيشون في عالم من التنوع البيولوجي الهائل ، و الغني ، و لكنكم لا تدركون أهمية ذلك . أنتم أشبه بقبيلة بدائية تعيش في الغابة ، معزولة عن بقية العالم ، تعيشون في ثروة طبيعية هائلة ، ولكن غير مدركين بأن الخطر قد وصل الآن إلى شواطئكم ، وبل واخترق ملاذكم ، لتجريدكم من مواردكم ، وسوف يهدد أمنكم ووجودكم ككل .
إنها الطبيعة . إنه التطور . هذا هو ما يحدث حين يُفرّط أبناء البشرية الأصليين غير مستعدين للغزو. هذا لا يعني إن البشرية مقدر لها بأن تقع تحت سيطرة القوى الأجنبية. لكن هذا هو الخطر العظيم الذي تواجهونه — أعظم خطر غير ملحوظ ، هذا هو خلفية أمواج التغيير العظيمة ، التهديد الخفي للبشرية.
إذا كانت الدول في العالم تعرف هذا ، سوف تتوحد للدفاع عن العالم . وأن تتحد لحماية الموارد في هذا العالم لكي يكون لدى البشرية مستقبل . لذا، لا تظنوا بأنكم ستستطيعون الذهاب بعيداً في الفضاء ، بعد أن تكونوا قد دمرتم مواردكم هنا على الأرض . حيث ستواجهون صعوبات كبيرة في العثور على هذه الموارد من جديد ، ولكن حتى إذا استطعتم العثور عليها في نهاية المطاف ، فسوف تجدون أنها مملوكة لآخرين ، قوى أقوى منكم بكثير .
هناك الكثير من الحماقة والتهور والمراهقة في السلوك البشري الذي يجب تصحيحه قبل فوات الأوان ، ولذلك فإن الرسالة الجديدة تحذر من ذلك ، وتعاتب الإنسانية عليه ، بل وتتحدث عنه لذلك ، فإنه لا يمكن الاستمرار بهذا الغباء ، و بهذه الغطرسة في المجتمع الأعظم. ولا يمكن حتى الاستمرار بذلك الغباء داخل عالمكم.
هذا هو وقت الحساب العظيم ؛ حيث ستكون البشرية على مفترق طرق خطير ، فإما أن تنضج ، و تتحد، أو تفشل و سوف تستعبد من الأعراق الأخرى. إذا كنت لا تقبل هذا ، إذا لم تستطيع قبول هذا ، إذا كان هذا الشئ كثير عليك ، إذا كنت تظن إن هذا غير حقيقي ، إذا أنت جاهل و ضعيف. هذا هو الوحي. تجاهله على مخاطرتك الشخصية . لأن حتى الله لن ينقذك إذا لم تمجد و تنتبه للتحذيرات الرب.
عدد من المرات الذي لا يحصى ، أعراق مندمجة جديدة مثلكم ، تمت هزيمتهم من قبل شركات استكشاف و تنجيم ، و جماعات أقتصادية — الأعراق التي تبحث على الفرص مثل فرصة كوكبكم ، هؤلاء الاستغلاليين ، الذين يستغلون الفرص ، هم من يستطيع أن يمتلك السيطرة على عوالم مثل هذا العالم من دون أطلاق رصاصة.
أنتم تدخلون مرحلة معقدة أكثر ، و قوية أكثر، لبيئة المجتمع الأعظم ؛ حيث ستكون الحروب أمراً نادر الحدوث ، ولكن عوضاً عن ذلك ، هناك الخداع الهائل ، ومحاولات السيطرة عظيمة. أنتم لا تملكون الحكمة المطلوبة ، لأنكم لم تتعلموا التكيف مع بيئة أعظم، لكن تم تقديم الحكمة من المجتمع الأعظم؛ في الرسالة الجديدة . و أنتم تمتلكون حلفاء في الكون الذين أرسلوا تحذيراتهم ، منظورهم و معلوماتهم لمساعدتكم للاستعداد للمجتمع الأعظم و يحذرونكم من مخاطر استنزاف الأرض و ترمون بعيداً اكتفاء البشر الذاتي.
إن الصورة في الواقع واضحة جداً . كما أنها ليست معقدة . إذا فشلتم في رعاية هذا المكان ، فإن أقواماً أخرى من الكون سوف تحل مكانكم . إلا أنهم لن يدمروكم ، لأنهم سيقومون ببساطة بتسخيركم ، و استخدامكم ، كما تُستخدم قطعان الماشية ، وكما استخدمت البشرية العبيد سابقاً . إنها ليست حالة معقدة . حتى أطفالكم يمكنهم فهمها . هذه الأشياء حدثت كثيراً خلال طبيعة المجتمع الأعظم من العوالم منذ بداية الانفصال من الخالق.
حقيقة أمر أنك لا ترى ذلك ، لا تفكر في ذلك ، لا تستوعب ذلك ، لا تستطيع تخيل ذلك أو لا تستطيع مواجهته تمثل نقص التطور عندك ، نقص الحكمة و الغرق في الملاذات التي أعطيتها لنفسك التي تعميك عن حقائق قوانين الطبيعة الأساسية نفسها.
لذلك ، يجب مواجهة أمواج التغيير العظيمة ، عليكم مواجهة المجتمع الأعظم — ، ليس بالتفضيل و ليس بالخوف منها ، و لكن بقوة و موضوعية . كما عليكم الحصول على هذه القوة و هذه الموضوعية باكتشاف الروح في داخلكم والتي مُنحت لكم ، لأن الروح لا تخاف ولا يوجد لديها تفضيلات خلف الحقيقة العظيمة ، وهي هنا في للخدمة.
أما في الوقت الحاضر ، فإن الإنسانية سكات ضعاف و منقسمين لكوكب جميل الذي قيمته عالية عند الأعراق الأخرى فكيف ستحمونه ؟ كيف ستدافعون عنه ؟ كيف ستحافظون على ثرواته ، وعلى تنوع الحياة فيه ؟ إذا أستمر التبذير ، فسوف تخسرون هذا الكوكب ، و الثمن سوف يتعدى حدود خيالكم . إذا وقعتم تحت إقناع الغزو الفضائي ، سوف تخضعون للحياة ضمن ظروف أسوأ بكثير مما يمكن تخيله .
إنها الحياة ، وعليك أن تنمو ، وتنضج لكي تكون جزءاً منها . كما يجب عليك التحضير للاحتمالات . فالطبيعة لن تكون رحيمة مع أولئك الذين لم يستعدوا . ولذلك ، فإن كلاً من التاريخ و الطبيعة سوف يعلمانك حول ما يحدث عندما لا تستعد . يجب أن تكون واقعياً و واضحاً ، و بعد ذلك يمكنك الاستمتاع بالحياة ، لتكون حياً و أمناً في الحياة . و لكن لا يمكنك الحصول على الملذات من دون تعريض مركزك للخطر ، حيث أن مركز البشرية في الوقت الحاضر في خطر كبير .
ينبغي اتخاذ قرارات كبيرة حول كيفية تقدم الإنسانية — وهي قرارات يجب أن تكون على مستوى الحكومات والقيادات العليا ، و على مستوى كل الأفراد أيضاً . فهل ستقاتلون ، و تكافحون من أجل الحصول على ما تريدون ؟ و ستتمسكون بما لديكم وتحافظون عليه ، أو هل ستتوحدون مع الآخرين لتوفير مزيد من الاستقرار في حياتكم و مجتمعاتكم ، و في مدنكم ، و مناطقكم ، و أممكم ؟ وهل ستتقبلون واقع أمواج التغيير العظيمة القادمة ، أو أنكم ستواصلون تجاهلها وإنكارها ، مفضلين البقاء غرقى في أحلامكم ، و نزواتكم ، و تأكيداتكم بأن ما تتمتعون به يمكن الحفاظ عليه ، بل والانغماس فيه إلى أجل غير مسمى ؟ هل سوف ترفضون واقع المجتمع الأعظم حيث أن الغزو الفضائي يحلق في سمائكم و يأخذ البشر ضد إرادتهم ؟ فهل ستظلون أغبياء هكذا ، وعلى سجيّتكم ؟ وجهلكم كالمراهقين ؟ غير راغبين في مواجهة الواقع ، وغير راغبين في مواجهة المسؤولية ، وغير راغبين في خدمة أي إنسان آخر غير أنفسكم ؟ هذه هي الأسئلة . وهذا هو التحدي .
لقد أرسل الله إلى الإنسانية رسالة التبشير ، والتحذير من قدوم أمواج التغيير العظيمة ، لتحذر البشر من الغزو الفضائي من المجتمع الأعظم و لكي تعلم الأنسانية بأن لديها قوى روحانية أسمها الروح التي تمثل قوتك الأساسية ، داخل الفرد و على مستوى جماعي ، وأن الإنسانية يجب أن تستخدم هذه الروح ، وهذه قدراتها الخاصة ، لاستعادة العالم والاستقامة به على أنها عرق حر و يتم تحديد قرارته ذاتيا في الكون .
رغم أن للإنسانية تمتلك مصير عظيم ، إلا أن مستقبلها الآن في خطر عظيم . ولكن لا تعتبروا أن نجاة البشرية من ذاك الخطر هو أمر حتمي مفروغ منه . ولا تظنوا أن نجاحكم مضمون . ولا تفترضوا أنه – بغض النظر عما يحدث – بأن الإنسانية سوف تسود ، وستكون قادرة على الاستمرار هكذا . ولا تعتقدوا أن تفوقكم ، و تطوركم في هذا العالم سيضمن تقرير مصيركم في المستقبل.
إذا افترضنا أن هذه الأشياء ستحافظوا على ضعفكم ، و سوف تتجنبون قواكم. ، لأن القوة تظهر دائماً في مواجهة الواقع ، وليس في الهروب منه . وهذا الواقع إما أن يكون لخدمتكم ، أو أنه سوف ينهي حياتكم ، و هذا سيعتمد على الموقف الذي ستتخذونه .
هذا هو الوقت المناسب للإنسانية لكي تتوحد ، لتصبح أقوى ؛ حيث تتوفر لديها حوافز هائلة كما أن إمكانية الفشل كبيرة . هذه هي فرصتكم ، إما لتنهضوا صعوداً أو تسقطوا ، لتصبحوا أمة عظيمة واحدة موحدة ، وحرة في الكون ، أو أن تسقطوا ، و تتشتتوا بأنفسكم هنا على الأرض ، و تخضعوا بفعل القهر ، لقوى أجنبية من الكون. ، فإن البشرية تقف على عتبة كبيرة الآن ، الفرصة العظيمة الآتية للبشرية ، و التحدي العظيم الآتي للبشرية .