“ الإيمان مهم ، إذا كان مبنياً على التجربة ، والمواجهة ، ولكن بدون المواجهة ، والتجربة ، فإن الإيمان سيصبح مجرد أمل ، والأمل لوحده يكون ضعيفاً . وقد لا يتملك القدرة على مواجهة خيبة الأمل ، و الشك بشكل كاف . ”
لكي تؤمن بالله سوف يعتمد على توقعات الشخص. . ما الذي تتوقعه من الله ؟
و ماذا أنت مستعد أن تقدمه من أجل الله؟
رغم أن الإيمان نفسه يمكنه أن يطال مجموعة واسعة من التجارب لذلك ، قيمة الإيمان يتم تحديدها من الدوافع وراء ذلك ، وما هي التوقعات ، وما قد يتوقعه المرء ، أو حتى ما الذي يطلبه المرء من الله .
الناس مصابون بخيبة أمل قوية من الله لأن بعض توقعاتهم لم يتم توفيرها. هؤلاء الناس عانوا من تجربة الخسارة وفقدان أحبائهم ، ، أو تعرضوا لخيبات أمل و للفشل. قاموا بتجربة المأساة ، و الآن فكرتهم و ثقتهم أن الله موجود اهتزت و في بعض الأحيان تدمرت.
، لا بد للناس من أن يكون لديهم إيمان في شيء ما ، لأنه من الطبيعي أن يؤمنوا بشيء ما . فإذا لم يكن لديهم إيمان بالله ، فسيكون لديهم إيمان بشيء آخر يأخذ مكان الله عندهم . لذلك ، قد يؤمنون بحكوماتهم على سبيل المثال ، أو باقتصاداتهم ، أو حتى بصناعاتهم ، أو يكون لديهم إيمان بأنفسهم ، وبقدراتهم . وقد يؤمنون ببعض الأشخاص . أو يؤمنون بالطبيعة . ولكن أياً كان ذلك الإيمان ، فلا بد أن يكون موجودا . من دون الإيمان ، لن تكون هناك علاقات . وأن تكون من دون علاقات ، هي حياة في الجحيم.
السؤال سوف يكون ”” بماذا يؤمن الإنسان ، وما هي طبيعة هذا الإيمان ” ؟ هل سيكون مبنياً على تجربة حقيقية ، أم على الأفكار أو الفلسفة ؟ وهل سيكون باستطاعة هذا الإيمان أن في محلة الصحيح ؟ وهل سيمتلك القوة الكافية الحقيقية لذلك ؟
-في وجه أمواج التغيير العظيمة القادمة إلى العالم – والتي سوف تتحدى إيمان الناس في أنفسهم ، وفي أممهم ، وفي الطبيعة نفسها ، وفي الله ، حيث تصبح مسألة الإيمان مهمة جداً – فإن قوة هذا الإيمان ، وأين سيكون ، سوف يصبح أمراً هاماً ، ليس فقط في قدرة الإنسان على العيش ، بل قدرته ليكون مبدع ، شديد التمييز و الملاحظة ،و شخص متمكن في وجهه الظروف المتغيرة.
فإذا كان لديكم إيمان بالحكومة ، فإنكم سترون عدم قدرة الحكومة على التوفير. الحكومات سوف تظهر التناقضات وفي بعض الحالات سوف تكون غير متمكنة — وغير قادرة على مواجهة الوضع ، وغير قادرة على تثقيف الناس ، وغير قادرة على توجيهه الناس. . بالفعل، هذا هو الحال حالياً . فمن من هي تلك الحكومة – من بين الحكومات – التي تقول الحقيقة حول أمواج التغيير العظيمة ، وحول الوضع الحقيقي بشأن موارد الطاقة ، والقدرة الحقيقية للتغيير ، والارتفاع الحراري ، وتغييرات المناخ ، وخطر الأمراض الوبائية ، والمنافسة المتزايدة ، التي تحدث حول من سيكون سباقاً للوصول إلى الموارد المتبقية ، وحالات عدم الاستقرار الاقتصادي ، وحالة الوضع الاقتصادي ؟
، سيؤمن الناس بدياناتهم ، لكن دياناتهم لا يسعى لتثقيفهم ، وإعدادهم ، أو لتوجيه انتباههم ، بشكل صحيح.
أما بالنسبة إلى أناس آخرين ، فقد يؤمنون بالطبيعة ، ولكن الطبيعة سوف تكون قاسية ، و صارمة ، وحتى عديمة الرحمة ، بالنسبة إلى الذين لا يستعدون لها جيداً .
وقد يؤمن البعض الآخر بالله ، ولكن سوف تتحداهم الأسئلة ، كيف يمكن الله أن يسمح لهذا التغيير الكبير لأن يحدث ؟ وأين هي العناية الإلهية ؟ أين هي يد الله التي توجه ؟ وأين هي نعمة الله ؟
فحين ستزداد الأمور سوءاً وصعوبة ، سيقع الناس في ظروف صعبة جداً. ، ستكون هناك مأساة ، سوف تكون هناك مجاعة. ستكون هناك صراعات. فكيف يسمح الله العطوف لذلك بأن يحدث هل يسمح الله لذلك بأن يحدث ؟ هل يعاقب الله البشرية على أخطائها ، و ذنوبها ؟ أو أن الله – ببساطة – يسمح بدلك لكي تحصد البشرية أخطائها؟ أي نوع من المحبة يقدمه الخالق حين يفعل ذلك ، ولا سيما في مواجهة الماسي والحرمان ؟
إيمان الناس في أنفسهم سوف يواجهه تحديات عظيمة كل ما يواجهون ظروف لم يتوقعونها و لم يستعدوا لها. ، وسيكون هذا صعباً ، بشكل خاص ، على الأثرياء ، الذين عليهم مواجهة قرارات صعبة للغاية ، واحتمال فقدانهم لجزء كبير من ثرواتهم . .
ماذا سيحدث في إيمان الناس في الحياة ذاتها؟ أن الحياة الآن تأخذ منحى خطير. سوف يبدوا كأن الكوكب يتجهه إلى حالة الفوضى. تغيير و صعوبات تحدث في سرعة غير مسبوقة. كيف يمكن للإنسان أن يملك إيمان في الحياة عندما تكون غير قابلة للتوقع و في كثير من الأماكن مليئة بالمخاطر؟
لذلك ، فإن مسألة الإيمان لدى الناس ستكون مسألة خاضعة للتحدي ، والامتحان . وهذا هو السبب في أنه من الضروري دائماً أن تضع إيمانك في القوة التوجيهية التي وضعها الله في داخلك – قوة وجود الروح – وهي القدرة الأعمق هنا لإرشادك ، و لحمياتك إذا كنت على استعداد للمتابعة ، من أجل حياة أعظم ، ومساهمة أكبر للآخرين.
الروح إلى الآن تضل غير مكتشفة ، وغير ظاهرة ، إلا لعدد قليل ، ونادر من البشر ، لأن غالبية البشر لا يعرفون حقاً حجم قدراتهم ، وطاقاتهم . فقد كانوا يتصورون في أذهانهم بأن الروح هي عقلهم الذي يفكرون به ، ولكن من ذاك الذي يمكن أن يثق بذكائه الخاص عندما يواجه مثل هذا الخليط من المشاكل التي لا يمكن حلها ؟
لن يستطيع العقل الإجابة الآن . وسيكتفي باللوم ، والشكوى ، وسيتجه نحو الإنكار ، والرفض ، وقد يصاب بالرعب إذا تحتمت عليه المواجهة . ولكنه يعلم في قرارة نفسه بأنه ليس قادراً على التعامل مع تلك القوى ، ومع تأثير أمواج التغيير العظيمة . وهنا ، تبقى الروح مستترة ، وغير مُدركة . فرغم أنه يمكن للناس إدراك بعض من ما ظهر من قواها ، ويطلقون على ذلك الحدس ، أنها أعظم من ذلك.
فما الذي يمكنكم أن تؤمنوا به في مثل هذا العالم الذي يتغير بشكل جذري ؟ أتؤمنون بحكوماتكم أو بالمؤسسات المالية التي تتعاملون معها ؟ أو بالسوق ؟ أو بدياناتكم ، وبمؤسساتها ؟ أو بالطبيعة ؟ أو بالعقل ؟ أو ببعض الأشخاص الذين سيكونون في غاية الارتباك بسبب الظروف المتغيرة التي سوف تتشاركون بمواجهتها ؟ بماذا سوف تؤمنون ؟ إن إيمان الناس بأنفسهم سيكون تحدياً كبيراً ، كما أنهم سيواجهون تحديات عظيمة في مواجهاتهم للظروف التي لم يتوقعوها ، ولم يستعدوا لها .
هل ستؤمنون بالتغيير ؟ ذلك لأن كل شيء يتغير . والحياة برمتها تتغير . هل ستؤمنون بالتنوير ، وبأنكم قد أصبحتم مستنيرين بما وراء شبح الحب والخوف والأمل ، واليأس – بالتنوير الذي يصعب الوصول إليه سوى بشق الأنفس ، بل ومن النادر للغاية تحقيقه ؟ سيكون لديك الإيمان بمسارك الروحي – والذي لم يستطع أن يجعل معظم الناس مستعدين المواجهة أمواج التغيير العظيمة . هل سيكون لديك ذلك الإيمان ؟ أو هل فقدت الإيمان حقاً ، وهل تشعر بالعجز واليأس ، وحتى قبل أن تبدأ أمواج التغيير العظيمة ضرباتها ؟
بعض الناس لديهم إيمان باليأس . هذا هو ما يؤمنون به . وهذا هو ما يعتقدون بأنه أمر حتمي ، ولا مفر منه ، في حين أن البعض يؤمنون بالرومانسية ، ولذلك فهم يعيشون في نوع من أرض الأحلام الرومانسية ، كما لو كانت حياتهم مجرد فيلم رومانسي من نوع ما ، ولذلك فهم منفصلون عن كل شيء من حولهم ، وعن كل شيء حقيقي داخل أنفسهم.
التحدي الحقيقي هنا هو الإيمان بالروح ، لاتخاذ برنامج الخطوات إلى الروح ، ولمعرفة ما الذي ماهي الروح — لتجربة الروح ، ، ولكي تستدعي التجارب التي جربتها مع الروح ، ولترى بأنها هي الموضوع الثابت في حياتك من خلال الأوقات السعيدة التي خلت ، والأوقات العصيبة ، ومن خلال الظروف المتغيرة ، وعن طريق العلاقات المتغيرة على حد سواء . فمن خلال لحظات النجاح ، ولحظات اليأس ، يوجد هذا الخيط من الروح ، هذا الخيط المستمر ، والخيط الثابت في الوجود ، والذكاء الثابت ، والمتواصل الذي هو أعمق ويتعدى حدود الفكر.
الرب وضع هذا الذكاء المتكامل الأرشادي في داخلك . في نهاية المطاف ، أي شئ آخر تستطيع أن تضع إيمانك فيه إلا الروح فيك و في الناس الآخريين؟ ، فما الذي تريد أن تؤمن به أقوى من إيمانك بالروح داخل نفسك ، وفي نفوس الآخرين ؟ لا تقتصر الروح على الظروف المتغيرة ، ولا هي قابلة للفشل مثل التفكير ، غير قابلة للتهديد بالموت أو الدمار. . وليست مرافقة للملذات ، والناس ، والأماكن ، والأشياء . كما أنها ليست مهتمة بالثروات ، أو بفقدانها . لأنها – باختصار – هي في مهمة ، وقد بعثها الله من أجل تلك المهمة ، تنتظر أن يتم اكتشافها . .
كل شيء حولكم سوف يتم تحديه. كل شيء حولكم سوف يثبت ضعفه ، قابل للسقوط و معرض للخطر. . المؤسسات ، سوف يتم اجتياحها و سوف تفشل في بعض الحالات . وسوف تبدو الطبيعة بالغة القسوة ، وعديمة التفاوض. الأمل بالعناية الإلهية ، أو البقاء بمأمن سوف يتلاشى مع مرور الوقت . ستكون الأزمة هي أزمة إيمان لكثير من الناس . ولكن في الواقع ، إنه تم إرسالك إلى هذا العالم لتعيش في هذا الوقت ، ولمواجهة هذه الظروف ، وللمساهمة بشيء فريد ، وأساسي ، ، الشئ الذي فقط تعرفه الروح داخل نفسك .
أمواج التغيير العظيمة مأساة للفكر . كما أنها مأساة لعقلك الشخصي ، ولأفكارك . وهي بالنسبة إلى للروح بمثابة الظروف مثالية . إنها التحديات التي كانت الروح بانتظارها . وهي أكبر فرصة للمساهمة ، وإتاحة الفرصة لخلق أساس جديد للبشرية ، وطريقة جديدة للمضي قدماً . الروح هي جوهر قوتك . وهي الجانب الأكثر قوة في وجودك . إنها جزؤك المتصل بالله . ، أنه من خلال الروح ، الله يتحدث إليك . .
من الواضح أن الكثير من الناس يعتقدون أن الله هنا هو التوفير الحياة المفيدة ، ولمجموعة من الظروف الممتعة والسلمية ، كما لو كان الله يدير بيئتهم . بالطبع ، سيعتقدون ذلك ، فعندما تخرج الأشياء من اليد ، أو تُصبح خارج نطاق السيطرة ، ويتتالى وقوع الماسي ، والضربات ، أو حين ينهار الهيكل الاجتماعي ، فإن الإيمان بالله سوف يلقى جانباً ، بل ومع الكثير من الشكوك الهائلة و الريبة.
بعض الناس يظن أن الله يضمن السعادة والرضا والراحة للجميع ، ولكن حين لا يكون هناك وجود للسعادة والرضا والراحة ، فإن أولئك الناس إما أن يصبحوا من دون إيمان ، أو أنهم سوف يظنون بأن الله قد فشلهم ، و توقعاتهم الغير قابله للجدل و في كثير من الأحيان تكون توقعات غير واعية.
الله يعلم بأن العالم هو مكان صعب وخطير . ولهذا السبب ، وضع الله الروح في داخلك . إنها ذلك الذكاء الغامض ، وتلك التجربة العابرة من اليقين والتوجه ، والتي يجب أن تضع كل إيمانك فيها . وما عدا ذلك ، سيفشل ، أو سيثبت أنه غير ذي نفع ، أو أنه غير كاف ، لأن الروح تعيش فيك . لكن المعرفة تبقى غامضة بالنسبة إليك لأنك لا يمكنك تعريفها ، ولا يمكنك التحكم فيها ، ولا يمكنك استخدامها . فهي ليست أداة من العقل . كما لا يمكنك استخدامها لتصبح ثرياً ، أو للسيطرة على الآخرين ، أو لتدمير أعدائك.
إنها أقوى بكثير من العقل . كما أنها حرة من العقل ، ولا يستطيع إلا أن يتجاهلها ، بمعنى ، أن عقلك وأفكارك – في معظم الحالات – هي التي تخلق العقبات أثناء اكتشافها ، وأثناء تجربة القوة و حضور الروح.
فقط الروح سوف تعرف ما الذي يجب القيام به في مواجهة أوقات عدم اليقين المتزايد باستمرار . وحتى لو قمت بألف تحوّل خاطئ في حياتك ، فإن الروح سترشدك كيف تقوم بالتحوّل الصحيح . فمن يمكنه أن يفعل ذلك إليك ؟ من لديه هذه الحكمة ، وهذا السكون لإرشادك بهذه الطريقة ؟
الكثير من الناس سوف يتطلعون إلى قادة حكوماتهم لتوفير السلامة والأمن ، ومن أجل تلك التطلعات ، فإن محاولات كبيرة ستبذل التوفير هذه السلامة وهذا الأمن . إلا أنه لا يمكنك العيش على هذا الأمل وحده . لأن الحكومات ستكون محدودة الموارد ، وسيصبح الضغط هائلاً على مختلف المؤسسات ، ولذا ، فإن تلك الحكومات لن تكون قادرة على توفير السلامة والأمن للجميع
قد تحتاج لهذه الخدمات ، ولكن الذي سيبقي الموجه الرئيسي لك هو الروح ، فإذا استطعت أن تتبعها ، وإذا استطعت أن توسع مدارك عقلك للسماح لحضورها ، وتتعلم كيف تؤسس اتصالاً بالروح ، فإنها لن تنقذك من الكوارث القادمة فحسب ، بل ومن الحالات الخطيرة الأخرى ، ومن صنع قرارات التدمير الذاتي ، ومن الانقياد وراء أشخاص يقودونك نحو مصاعب أكبر ، إلا أن اتصالك بالروح سوف يمنحك القوة ، والثقة التي تحتاجها . .
في نهاية المطاف ، فإن الظروف التي تبدو في غاية التهديد ، والتي قد تكون ساحقة أو مُقلقة هي نفسها الظروف التي من شأنها تمكين الهبات الحقيقية للمضي. ، وذلك لأن الروح قد جاءت إلى العالم لمواجهة هذه الظروف ، بالنسبة لكم لم تكن متوقعة. أفكاركم عن نفسكم و ذكائكم ، غير متوقع. سوف يتم استقبال الأحداث كأنها أحداث كارثية أو مأساوية ، سوء حظ عظيم. . ولكنها بالنسبة إلى الروح هي مجموعة مثالية من الظروف ؛ حيث تتفوق على الأنانية ، والضعف ، والاعتداء على الذات ، والإدمان الشخصي ، كل هذا من أجل أن ترتقي في المناسبات العظيمة.
لا يمكنكم أن تضعوا إيمانكم في المناسبات لأن المناسبات متغيرة في حد ذاتها ومتقلبة جداً . وليس من المؤكد بالضبط كيف ستحدث الأشياء ، ولا كيف سيستجيب الناس ، وما الذي سيحدث . قد تتأمر الظروف ضدك ؛ حيث لا يمكنك أن تؤمن أو تثق بها . ولا يمكنك أن تؤمن بأن كل شيء سيصبح على ما يرام ، لأنها – بالنسبة إلى كثير من الناس – قد يفشل ، أو يعرض للمآسي ، والعواقب الوخيمة . كما لا يمكنك أن تؤمن بأنك ستكون قادراً على تحقيق أي من أهدافك من دون أن تعرف كيف ستقوم بذلك . وهكذا ، فمن دون الروح لن يكون لديك هذه الثقة أو هذا اليقين.
إن مسألة الإيمان مهمة جداً ، لأنها سوف تحدد ما ستبحث عنه في نفسك ، وفي غيرك من الناس . لذا ، فإن كثيراً من الناس سيسعون إلى تقوية ادعاءاتهم بالإجابة بأن الإيمان سيقود الإنسانية إلى الأمام . وسوف يتطلعون إلى أن القيادة تلك ستكون في الحكومات أو في الدين . لكنك مع ذلك سوف تكون قادراً على معرفة ما إذا كانت تلك القيادات ، مع الروح ، أو أنها ستسير وفق الطموح الشخصي فقط . وهكذا ، سيظهر العديد من القادة الزائفين في الأوقات الصعبة للغاية ، وسيتم تقديم الكثير من المعلومات السيئة والتوجيه الخاطئ . ولذلك ، فإن بعضاً من هؤلاء الأشخاص – لقادة – سيكونون حقاً خطرين . إلا أن الروح فقط يمكنها أن تخبرك بذلك.
أنت الذي تُعتبر مشكلاً لمتابعة آراء الآخرين ، أو البحث في بيئتك الحالية عن اليقين ، ستكون غارقاً في خضم الارتباك ، و اليأس . لكن الروح في داخلك لا تعرف الفوضى ، ولا الارتباك . كما أنها لا تعرف اليأس ، بالروح سيمكنك مواجهة أي نوع من الظروف المتغيرة دونما يأس ، ومن دون إدانة ، ومن دون أن تنهار داخل نفسك ، ومن دون أن تنكسر ومن دون أن تفقد قلبك . وهذا هو السبب في أن الروح هي أهم ما في الحياة . أما بالنسبة إليك ، فربما كانت لغزاً ، أو شيئاً نادراً التجربة ، شيء ما وراء الفهم ، شيء خافت ، شيء ضعيف ، أو أنها شيء بعيد . ولكن الروح تبقى أهم ما في الحياة .
إن الأوقات المقبلة سوف تدمر إيمانك بأشياء كثيرة . وسوف تكشف مدى اعتمادك على هذه الأشياء ، وعلى جميع الفرضيات المرتبطة بها. كما أن كل الأشياء التي كنت تعتقد بأنها ستتولى رعايتك وستوفر لك في المستقبل ، سوف تُرمى الآن بوجه سؤال خطير ، وستصبح محل شك كبير ، والتي ستؤدي بك لتصبح ساخراً ويائساً ، وعدائياً ، وغاضباً .
كما لو حياتك ستخط طريقها من خلال غابات الكثيفة ، حيث لا توجد أي مسارات ، فما الذي سيرشدك هنا ؟ وما الذي سيقودك ؟ وإذا كان الإيمان بكل شيء أخر قد فشلك ، فماذا الذي سيقودك ؟ قد يكون لديك إيمان بعائلتك ، ولكن عائلتك ستقع في حالة من الفوضى والصراع والارتباك أيضاً . يمكنك أن تؤمن بالعلاقات الأساسية ، ولكن هؤلاء الناس يمكن أن يستسلموا للخوف والغضب والارتباك.
لكي يكون لديك إيمان بالآخرين الأقوياء بالروح . ولكن الروح بداخلك هي التي من شأنها أن تمنحك القوة لاتباعهم . وبما أنه لا يوجد أحد لا يخطئ ، إلا أن القوة الموجودة داخلك ، ستساعدهم على تجنب الخطأ ، و سوف تساعدك – بطبيعة الحال – على تجنب الوقوع في الخطأ . هذه هي قوة العلاقات المرشدة بالروح. لكن هي الروح في صميم كل فرد التي سوف تحدث الفرق.
فلكي تصبح قوياً بالروح عليك أن تحول ولائك للروح و تبني قاعدة من التجارب في الروح لكي يكون إيمانك بالروح ليس مجرد أمل ، أمنية أو أفتراض. إنه يستند الآن إلى مجموعة متزايدة من التجارب. وهذا هو إيمان مبرر.
مع ذلك ، ينبغي ألا يكون الإيمان نفسه عمي. كما لا يجب عليك أن تكون خامل معتقداً بأن الروح سوف تقوم بتوجيهك من خلال كل شيء ، وما عليك – ببساطة – سوى أن تتبعها على طول الطريق كالطفل . لذا ، سيكون لزاماً على فكرك أن يعمل ، ويعمل ، و جميع حواسك تعمل ، وكل المهارات الخاصة بك ، وجميع انتباهك .، سيتوجب عليك المضي قدماً في حياتك من خلال المواجهة هذه التحديات ، كما لو كنت تسير فوق صفيحة جليدية ، عليك أن تسير بعناية ، وبخطى ثابتة ، وأن تنظر بعناية ، وأن تجلب كل قدراتك للعمل.
لا يمكنك الانجراف نحو أي نوع من الرفاهية العقلية ، و التفكير في أن الله سوف يمنحك كل شيء تحتاجه من دون أن تبذل أي جهد من ناحيتك ، لأن ذلك لن يحدث بالتأكيد ، ولأن القضية ليست هكذا . إن كل جانب من جوانب نفسك ، وكل نقاط القوة الخاصة بك ، وكل قدراتك ، يجب أن تقوم بتحضيرها. . هذا هو جزء من الأشياء التي سوف ترجعك لأصلك ، . فقد خُلقت كاملاً ، ولم تُخلق متعدداً وبشخصيات فرعية مختلفة ، أو بطموحات مختلفة ، أو أهداف متعارضة ، لأنك قد أصبحت الآن ضمن تركيز واحد ، وتسترشد بعقل واحد ، منظم و مركز لمواجهة الظروف الصعبة . هنا الظروف الصعبة سوف تصلحك و في نهاية المطاف سوف تصلح الناس و الأمم.
سيتحتم عليك اتخاذ قرارات كبيرة جداً في مواجهة أمواج التغيير العظيمة ، وربما كانت أكبر من أي قرارات أخرى كنت قد اتخذتها في أي وقت مضى من حياتك . كما سيتوجب عليك توجيه الآخرين الأضعف منك أيضاً ، والذين لا تتوفر لديهم القوة ، أو الإيمان بالروح . فكيف تفعل ذلك ؟ لأنه لا يمكنك أن تبقى متذبذباً إلى ما لا نهاية . لا يمكنك أن تكون متناقضاً ، ولا يمكنك أن تكون غير حائر بشكل دائم . لذا ، سيتحتم عليك اتخاذ قرارات كبيرة حقاً ، والعمل عليها ، والتغلب على الشك بنفسك ، وعلى خوفك ، وعلى القلق الذي يعتريك . فما الذي سيعطيك القوة للقيام بذلك ؟ أهو الإيمان بقيادة الإنسان ؟ أو الإيمان بالمؤسسات الإنسانية ؟ أو الإيمان بالله البعيد ؟
لقد وضع كثير من الأقوام إيمانهم – بشكل غير لائق – بالكثير من الأشياء الناس التي لا يمكنها أن تتخيل وجود التغيير على نطاق واسع ، لذا ، فقد أمن البعض بالتكنولوجيا ، وبالتفكير بأن التكنولوجيا سوف تحل جميع المشاكل التي تخلقها التكنولوجيا ، والمشاكل التي يخلقها الناس . الحل ليس أكثر من أداة جديدة ، أو مصدراً جديداً للطاقة ، سوف يظنون بأن كل شيء سوف يكون على ما يرام . أنهم فقط سينتقلون فقط إلى المستوى القادم من الطاقة مع القليل من الانزعاج والشك على طول الطريق . يعتقد كثير من الناس بأن التكنولوجيا هي إلههم الآن . وسوف تحفظهم ، وتمنحهم الاستقرار ، والثروة و القوة.
.إلا أن التكنولوجيا أيضاً سوف تتعرض لاجتياح أمواج التغيير العظيمة . ولذا فإن الأمر سيتطلب تطوير تكنولوجيا جديدة ، ولكن ذلك وحده لا يمكنه إنقاذ الناس ، لأن قوة الطبيعة سوف تطغى دائماً على التكنولوجيا . وهذا هو الدرس الذي تم تناسيه من قبل الناس الذين يعيشون في العصر الحديث إن أعجوبة التكنولوجيا قد منحت البشر العديد من وسائل الراحة ، وقدمت الأدوية التي أنقذت حياة الكثير من الناس . لكن في مواجهه موجات التغيير العظيمة أن تلك التكنولوجيا قد لا تكون متاحة في ، وقد لا تكون هذه التكنولوجيا متوفرة . . وقد لا تكون مُجهزة لتلبية الاحتياجات الجديدة . كما أنها لن تكون متاحة لكل شخص . وفي حالات معينة لن تكون كافية .
فبدون البترول ، كيف ستستطيعون تشغيل سياراتكم ، و الآلات الزراعية ، وأنظمة النقل ، وحتى حكوماتكم ؟ الكثير من الناس يؤمنون بأن هناك كميات غير محدودة من البترول في العالم . إنه الإيمان. إنه الأمل . وإنها التمنيات . كما أنها توقعات . لكن ليس لدي هؤلاء أي يقين ، ذلك لأنهم لم يدرسوا المشكلة . إنهم لا يدركون أن الإنسانية ستواجه انحداراً شديداً في الموارد ، لأنهم – ببساطة – على يقين بأن تلك الموارد لن تنضب . وهي باقية هناك كي يقوموا باستهلاكها ، وإنفاق المزيد من المال فقط ، لأن الموارد باقية هناك لخدمتهم . وكلما أنفقت المزيد من المال ، كلما حصلت على موارد أكثر ، لا نهاية لها .
في الحقيقة – هو إيمان أحمق . وإذا تمعن المرء في النظر إلى تاريخ وجود الإنسانية ، فسيدرك بأنه إيمان أحمق . إنه مجرد خيال ، والعديد من أولئك الناس يعيشون في هذا الخيال ، بل ويؤسسون قواعد حياتهم على هذا الخيال ، وحتى من دون أن يسألوا أو يتحققوا من ذلك الخيال ، ولديهم الإيمان المطلق بهذا الخيال ، كما أن قادة الحكومات ، وقادة التجارة لديهم الإيمان المطلق أيضاً بهذا الخيال .
يعتقد كثير من الناس بأن أمواج التغيير العظيمة هي بفعل الله ، ولذا ، فما الذي سيحدث لإيمانهم بالله كنتيجة لذلك الاعتقاد ؟ إن أمواج التغيير العظيمة هي من نتاج السلوك البشري ، ومن تأثير البشرية على العالم . فهل تعتقد بأن هذا لن يكون له أي عواقب ؟ هل تعتقد بأن الأرض يمكنها أن تستمر إلى ما لا نهاية في استيعاب هذا الإفراط في استهلاك الموارد ، وسوء المعاملة من دون أن تتأثر بشكل كبير ، ومن دون أن تتغير إلى نوع مختلف من الاستقرار ، ومن دون حدوث تغير جذري ؟
بعض الناس لديهم الثقة بأن الأرض لن تتغير ، وأن الإنسانية لا يمكنها أن تغير العالم ، أو أن تستطيع تعطيل العالم. أن كثيراً من الناس أيضاً لديهم إيمان بهذا ، ولكن مع ذلك ، فإن العالم يتغير ، ويتعرض للخلل . وهذه ليست سوى البداية.
فأينما نظرتم من حولكم ، سوف تجدون بأن هناك أناساً لديهم إيمان بالأشياء لا يفهمونها . ولديهم توقعات لا يمكن الوفاء بها . إنه الأمل ، والحلم ، والطموح ، تلك التي لا جدال فيها يبدو أن الإيمان غير ذكي على الأطلاق في ظل كل هذا. — أحمق ، مبني على الخيال والتوقعات . ولكن ، يجب على الجميع أن يكون لديهم إيمان بشيء ما ، لأن الجميع يجب أن يخدموا شيئاً ما . ولأن الإيمان من طبيعة الإنسانية . إلا أن الأمر يتعلق بالمكان الذي يجب وضع هذا الإيمان فيه ، والتوقعات المرجوة منه ، هذا هو السؤال الحاسم .
يجب أن يكون لديك إيمان بالروح في المقام الأول — بالروح داخل نفسك ، و الروح داخل الآخرين — لأن هذه هو الشئ القوي بالحقيقية. في حين كل شيء آخر تحت المسائلة ، وسيكون عرضة للريبة وللشكوك . لكم يجب أن تعود إلى ما هو ضروري ، وما هو أبدي ، إلى ما يأتي من الله مباشرة. .
هذا هو الإيمان العظيم . وهذه هي القوة و الحضور للروح. هذا هو الطريق الأعظم من الحقائق في الأكبر في حياتك . قم ببناء قوتك من هنا ، ولن يبدو المستقبل عظيماً جداً ، أو مُحبطاً . كما لن يبدو مُهدداً ، لذا يمكنك مواجهة الشك بقوة أكبر وبعزم ثابت . وهكذا ، لديك القدرة على تغيير ظروفك في وقت مبكر من قدوم التغيير العظيم ، لمواجهة ذلك التغيير الكبير .
هذا يمثل تحولاً في ولائك ، لأنه من الضروري تغيير ماهو داخل نفسك . ما سيمنحك السكون ، والقوة والشجاعة ، لأن الروح فيك لا تعرف الخوف . كما أن هذا سوف يحررك من الالتزام بآراء وسلوك الآخرين . وسوف يحررك من الإحباط الهائل ومن خيبات الأمل التي سوف تشعر بها ، والتي ستكون موجودة في جميع الأنحاء من حولك ، في حين سيبدأ إيمان الناس بجميع الأشياء الأخرى بالانهيار . كما سوف يحررك هذا التغيير من الوقوع في شلل قبضة الخوف ، ما سيمنحك القدرة على اتخاذ إجراءات دراماتكيه ، ومثيرة ، في الوقت الذي تتجمّد فيه قدرات الآخرين ، والذين سيكونون غير قادرين على الاستجابة لمواجهة ذلك التغيير .
. هذا هو الإيمان العظيم . و هذا السبب لماذا الشئ الغير قابل للوصف و الغريب يمثل أعظم أمل ، و أعظم وعد. كل الجهود البشرية المدعومة بالروح ، كل الاختراعات البشرية المدعومة بالروح و كل إبداع البشرية المدعم بالروح يملك القوة ، التوجيه و الوعد الحقيقي.
وهنا ، سيكون سؤالك حول المكان الذي ستضع فيه إيمانك ؟ وأين هو مكان إيمانك حتى الآن ؟ ما الذي سيمنحك القوة الحقيقية ، والثقة ، والإيمان ، والشجاعة ، والتصميم ؟ ما الذي سيمنحك القوة ، والقدرة على التغلب على نقاط الضعف فيك و سوف يمنحك الطموح ، ويثبط خوفك من رفض الآخرين ؟ ما الذي سيعطيك القدرة على التغلب على التشكيل الاجتماعي لمواجهة مجموعة أكبر من المشاكل ؟ ما الذي يبقيك متجاوزاً الخوف واليأس ؟
توجد قوى أعمق في داخلك. . أنه من الضروري أن تجدوا هذه القوة الآن ؛ حيث لا يزال لديكم الوقت الكافي لبناء اتصال بها ، وإطلاق طاقتها ، لأن الهدف منها أن تتكشف لكم ، كي يمكنكم التحضير لأمواج التغيير العظيمة . إن هذه القوة سترشدكم ، وستوجّه التقييم العميق ، وستُمكنكم من الحصول على الرؤية لإلقاء نظرة على أفق حياتكم ، ولمعرفة ما هو قادم ، وعلى التفكير في المستقبل ، وعلى النظر إلى الأمام والتخطيط لذلك المستقبل .
فلكي تؤمنوا بالله حقاً ، عليكم أن تؤمنوا بالروح التي وضعها الله في أنفسكم ، وفي نفوس جميع الناس الآخرين . لأن الله يخاطب البشر بالروح وهذه هي الطريقة التي يتحرك بها الله الناس . وهذه هي الطريقة التي يلهم الله بها الناس . وهذه هي الطريقة التي يساهم بها الله حيال الإنسانية التي تكافح ، وحيال العالم المحتاج .