Categories: Uncategorized

الفصل الثامن – خطر العزلة

”من المهم أثناء مواجهة أمواج التغيير العظيمة ألا تكون منعزلاً ، وعلى الآخرين أن يعرفوا من أنت ، وأين أنت — فقط للأشخاص الذي يمكنهم مساعدتك ، ويمكنك أن تعتمد على حكمتهم ، أناس يمكنهم تقديم الدعم لك في أوقات الحاجة . ولذلك ، فإن هذه الشبكة من العلاقات تعتبر من الأمور المهمة بغض النظر عن مستواها الذي يمكنك التأسيس فيه فالعلاقات هي شبكة ذات أهمية حيوية. ”

ستحتاج إلى مساعدة عظيمة من الآخرين . لأنك لن تكون قادراً على رعاية نفسك تماماً أثناء مواجهة أمواج التغيير العظيمة ، ستحتاج الآخرين من أجل التوجيه ، وتحت الظروف القاسية ، ستحتاج المساعدة من الأشخاص لإطعام  و للعناية بنفسك . لذلك ، سيواجه المنعزلون معضلة كبيرة ، وعلى الأخص أولئك الذين لم يسبق لهم أن أنشأوا شبكة داعمة من العلاقات .

 ليس من الحكمة أن تعيش بعيداً عن المدن ، حيث تتوفر المساعدة ، وحيث يمكنك توفير الأمور الأساسية جداً ، والتي ستحتاج إليها . أما إذا كنت تعيش بعيداً عن المدن ، ولا تعمل بشكل وثيق مع جيرانك ، فسوف تكون معزولاً و لوحدك . 

في المستقبل ، سوف يتخلى الناس عن ديارهم التي بنوها في الأماكن والأرياف البعيدة ، بحثاً عن الغذاء ، والطاقة ، والمأوى ، والأمان . لذا ، فلن يكون العيش لوحدك آمناً في المناطق النائية ، كما ستنتشر الكثير من جرائم القتل والسرقة ، ويرجع ذلك إلى حقيقة أنه سيكون هناك الكثير من العاطلين عن العمل ؛ حيث سيسعون سعياً حثيثاً للحصول على أي شيء يمكن استخدامه أو بيعه . وهكذا ، فإن الناس الذين يعيشون لوحدهم في الأرياف البعيدة ، سيكونون عرضة لخطر كبير ؛ حيث لن يكون القانون كافياً لحمايتهم ، أما بالنسبة إلى الاحتياجات في المجتمعات الريفية ، فستكون هائلة جداً ، بحيث لن تستطيع قوى القانون تغطيتها.

 وهذا هو السبب في تحضيرك لأمواج التغيير العظيمة يبدأ الآن في وقت مبكر من التطرف ، أو المواقف الصعبة . فإذا كنت تنتظر ، أو تفكر في التراجع عن إعدادك ، و تحضيرك ، فلن يكون لديك حينذاك سوى عدد قليل جداً من الخيارات . ستكون خياراتك و فرصك محدودة للغاية . هنا ، وكما كانت القضية طوال التاريخ البشري ، فإن قوتك تكمن في الروح بداخلك وفي إطار العلاقات الأساسية الخاصة بك و مجتمعك ، مهما كان مداها والمستوى الذي نشأت فيه .

وهذا هو السبب في أن الوقت الحالي هو الوقت المناسب للبدء بمشاركة واقع أمواج التغيير العظيمة مع أولئك الناس الذين تعرفهم ، ومع أصدقائك ، و أقاربك ، و حتى مع جيرانك ، و الذين ربما لن يكون هناك سوى عدد قليل منهم من القادرين على الاستجابة . ولكن ، رغم ذلك ، فأنت تبني الضمان الاجتماعي الخاص بك للمستقبل ، لأن الضمان الاجتماعي الذي ستقدمه الحكومات آنذاك ، سيكون ضئيلاً للغاية . 

ولذلك ، لا بد لك من إعادة تقييم وضعك بشكل تام ، وهذا جزء من التقييم العميق التي سيكون مطلوباً . عليك أن تفكر كيف يمكنك إيجاد وسيلة للوصول إلى الجيران ، والأصدقاء ، والمعارف ، و خاصة إذا كنت تعيش في منطقة ريفية ؛ حيث تكون المسافات بعيدة ، لأن المعيشة في الريف سوف تصبح خطرة جداً ، إلا إذا كنت قد قمت بتأسيس درجة كبيرة من الاكتفاء الذاتي ، ولكن من الصعب تحقيق ذلك ، بل ويمكنه أن يستمر لفترة معينة من الزمن فقط 

أن المناطق الزراعية ستكون محمية في المستقبل إلى درجة معينة ، إلا أن الكثير من الناس الذين يعيشون في المناطق الريفية لن يركزوا أعمالهم في المقام الأول على الزراعة ، معتقدين بأنهم يريدون أن يكونوا على مقربة أكثر من الطبيعة كما في غابر الأيام ، و معتقدين بإمكانية العيش بعيداً عن الإجهاد ، وصعوبات الحياة في المدن والمناطق الحضرية ، ولذلك فقد تحركوا الآن بعيداً. 

و لكن العالم يتغير ، و موقفك يتغير ، و سيتغير أكثر من ذلك . فالذي كنت تسعى إليه سابقاً كمهرب ، كمنتجع ، سوف يصبح الآن خطراً . فعندما تشح إمدادات الغذاء إلى مستويات غير مسبوقة ، فكيف ستتصرف ، وماذا يمكنك أن تفعل ؟ قد لا يتوفر الغذاء أيضاً حتى في المدن الأقرب إليك ، والتي ستعاني أيضاً من شح شديد في الغذاء ، والبترول والأدوية ، حيث سيتم التركيز على هذه الأشياء في المدن الكبيرة التي تعيش فيها تجمعات كبيرة من البشر . أما من يقطن في المناطق النائية ، فسيجدون صعوبة في الحصول حتى على أكثر المتطلبات الأساسية للعيش .

 لا بد من إعادة النظر في كل شيء لمواجهة أمواج التغيير العظيمة ، فالعزلة هنا ، وحتى داخل مدينة كبيرة ، أمر خطير للغاية . وهذا ينطبق بصفة خاصة على الأمهات العازبات . كما سيكون كذلك بلا أدنى شك بالنسبة إلى كبار السن ، وإلى الأطفال والأشخاص الذين يعانون من إعاقات . كيف سيعرفون ما يجب القيام به عندما يكون هناك نقص في الطعام ، أو نقص في المياه ، أو نقص في النفط ، أو عندما يفقدون القدرة على تدفئة منازلهم ، أو شققهم ؟ ولذا ، فإن كل تلك الظروف القاسية ستكون من ضمن الظروف التي ستنشأ داخل أمواج التغيير العظيمة ، وحتى في الدول الغنية . 

لا تظن بأنه سيكون بمقدورك . إذا كنت تعيش في منطقة ريفية . تخزين المواد الغذائية ، والأدوية . إلى متى سيكفيك المخزون من هذه المواد ؟ وما الذي سيمنع الناس من الهجوم عليها لسرقتها منك ، فقد يهاجمون مخزنك في الليل ، أو في وضح النهار . ولذا ، عليك أن توقن بأن تراجعك الآن سيصبح عزلة بحد ذاته ، بل عزلة خطيرة .

 سيتزاحم البشر في المستقبل في النزوح إلى المدن من أجل الحصول على الطعام ، وعلى الطاقة ، والعناية الطبية ، والأمن . سوف تنزح تجمعات كبيرة من الناس من المناطق النائية ؛ حيث سوف تشح  الإمدادات الضرورية للحياة . وبالتأكيد ، فإنك لا تريد أن تكون في أسفل القائمة ، العيش في محافظة ريفية ، أو في قرية. قد يستغرق وصول الإمدادات الأساسية أسابيع أو شهوراً للوصول إليك. 

 يظن الناس : ” أوه ، هذا لا يمكن أن يحدث . إنه أمر مستحيل الحدوث ، هذا لن يحدث أبداً ! ” . . ولكن في الحقيقة ، فقد حدث مرات لا تحصى عبر تاريخ البشرية ، وفي مواجهة أمواج التغيير العظيمة ، و هذه الظروف لا مفر منها . إذاً كيف ستستطيع أمتك البقاء على قيد الحياة ، وهي تعمل بنصف موارد الطاقة التي تستخدمها الآن ؟ ومن هم الذين سيكونون أول من سيحصل على هذه الموارد ، وعلى مساعدة من الحكومة ؟

 أنه لعالم مختلف الذين تتوجهون إليه ، و بمجموعة مختلفة من الظروف . فإذا كنت تستطيع رؤية أمواج التغيير العظيمة — وإذا كنت  ستأخذ وقتاً لدراستها ، و لتقرأ عنها ، وللنظر فيها ، فسوف ترى كيف ستكون عرضة لها تماماً ، وكيف سيكون الناس الضعفاء هم المعزولين — معزولين جغرافياً ، و منعزلين أجتماعياً ، أو أولئك المعزولون بسبب الظروف. 

 هذا هو السبب في أنه من المهم جداً تثقيف أصدقائك ، والعائلة ، والجيران عن أمواج التغيير العظيمة ، وذلك للتعاون معهم ، ولوضع خطة المساعدة – للتوصل إلى خطط للطوارئ في حالة حدوث بعض الأمور ، وللحصول على منازل يمكنكم التجمع فيها ، ولتخزين موارد احتياطية لكي لا تتعرضون للخطر على الفور ، والتعاضد معاً إذا لزم الأمر ، و تقديم المساعدة  والدعم لبعضكم البعض .

تجهيز المجتمع أمر مهم على نحو أساسي ، حتى في الأماكن الريفية النائية. سوف يتوجب عليك أن تمتلك موارد أساسية لنفسك و أيضاً ، لتساعد ناس سوف يأتون لك لا يملكون أي شئ ، وللنظر في مشاكل الأشخاص المسنين الذين يعيشون بالقرب منكم ، وتوفير موارد كافية لتقديمها لهم إذا لزم الأمر ، أو لمساعدتهم . وهذا ما سيُحدث فرقاً بين أن تكون مجموعة الظروف صعبة ، وبين أن تكون ظروفاً كارثية .

 إن استعداد المجتمع أمر ذو أهمية عالية ، هذا شئ شديد الأهمية هذا هذا السبب لماذا قدم لكم هذا الكتاب ”التوصيات“ للتجهيز لموجات التغيير العظيمة. هذه هي الخطوات الأولية. إذا أخذ الناس هذه الخطوات ، سوف يكونون في موقع أفضل بكثير. لكن لتغيير ظروف الشخص هذا الشئ يأخذ وقت و جهد و شجاعة و بالغالب يكون شيء صعب للفعل ، على الأخص إذا كنت عائلتك لا تتفق معك.    

الوقت هو جوهر المسألة ، ولذا ، فإنك بحاجة إليه للنظر في المكان الذي تعيش فيه ، وكيف تعيش ، وكيف يمكنك التأقلم ؛ و أين تستطيع أن توفر الموارد لنفسك ، أين الموارد ممكن أن تكون و أبني شبكة من المساعدة مع أصدقائك ، عائلتك ، و جيرانك الذين يعيشون في القرب منك. هذا سوف يعطيك وقت لكي تريح نفسك من الممتلكات الغير ضرورية ، النشاطات الغير ضرورية أو الالتزامات الغير ضرورية التي تسلب طاقتك بعيداً من هدفك الأساسي و الأكيد. 

 ماذا ستفعل إذا كان هناك نقص في الوقود ؟ إنها مشكلة خطيرة ، وبشكل خاص للأشخاص الذين يعيشون في المناطق الريفية ، أو البعيدة عن مراكز التوزيع . سيكونون أخر من يتلقى الموارد التي سوف يتم تقديمها . وكيف سوف تعمل منازلهم ، و مزارعهم ، و منتجعاتهم الشخصية ؟ وإلى متى ستكون تلك الموارد قادرة على البقاء ، والاستمرار ، حتى لو كانت قد وضعت جانباً الموارد و المساعدات ؟ تؤكد  ”التوصيات الواردة في هذا الكتاب“ على أن تخزين الموارد والمؤن لن يكون سوى لفترة قصيرة المدى ، لكي تكفيك لاجتياز فترة الصدمات ، أو الفترات الصعبة . إنها ليست حلولاً دائمة .

 فمن المهم أن تبدأ في مواجهة الأمواج التغيير العظيمة ، ومشاركة هذه الرسالة مع الآخرين ، ومناقشتها بصراحة ، و فيما إذا كانوا منفتحين حيالها . وهي أفكار يمكنك من خلالها تقديم المساعدة الفعالة في المستقبل للآخرين إذا كان ذلك ضرورياً.

 كما تلاحظون من خلال قراءة الكلمات في هذا الكتاب ، كم هي عظيمة ومهمة حقاً ، وكيف يمكن أن تتغير ظروف الناس بسرعة ، وكم هو قليل ذلك الوقت الذي سيستغرقه وضعك ليصبح في خطر هائل ، وكيف ستعتمد تماماً على الموارد القادمة من بعيد – الموارد التي كنت قد خزنتها ، والموارد التي لم تطلبها ، أو تسأل عنها . و لكن ماذا سيحدث لو أنها لم تعد متوفرة لك ؟ 

يجب التفكير في هذه الأمور الآن – ليس بشكل عاطفي ، ولكن بتعقل – مع مراعاة اعتبار حسناتك و عيوبك ، وذلك بناء على المكان الذي تعيش فيه ، وكيف تعيش ، وكيف تتنقل في يومك ، وما هي أصولك وممتلكاتك ؟ وما هي الالتزامات في حياتك ؟ وما هي قوة موقفك ؟ وهل تحتاج إلى تغيير ظروفك المعيشية جذرياً في وجه أمواج التغيير العظيمة ؟ إذا كان الجواب نعم ، سوف تحتاج بأن تفعل الشئ هذا بسرعة لأن هذه الأمور تأخد وقت ، و الوقت هو الشيء الذي لا تمتلك الكثير منه. فإذا كان هناك نقص في الوقود ، أو إذا ارتفعت أسعار كل المواد لتصل إلى وضع لا يمكنك أن تتحمله ، فماذا ستفعل بعد ذلك ؟ تتذمر ؟ تبكي ؟ تتراجع ؟ تغضب ؟ أما إذا لم تكن قد فكرت أبداً في هذه الأمور من قبل ، فإن الصدمة ستكون ساحقة بالنسبة إليك ، وسيكون أمامك القليل من الخيارات حول ما يجب القيام به . 

هذا هو السبب في أن الحكماء يفكرون دائماً بما هو آت في الأفق . فهم دائماً يبحثون ويشاهدون . وهم ليسوا خائفين ، ولا يشعرون بالرعب ، وإنما بالحذر . لذا ، فعلى جميع الناس الذين يستشعرون بالتغيير الكبير في العالم – وهناك العديد منكم من الذين قد اختبروا ذلك حتى الآن – لأنه من المهم أن ننظر إلى ما قد يكون عليه هذا التغيير ، وكيف ستقوم بإعداد نفسك لذلك ، واضعاً في سبيل ذلك كل الموارد المتاحة لديك .

 هنا ، لا يمكنك الاعتماد على الحكومات ، أو على الأحزاب السياسية ، أو الابتكارات التكنولوجية ، لأنها لن تستطيع لوحدها أن تكون كافية لحماية الناس — الناس في وطنك ، والناس في مدينتك ، وفي بلدتك ، أو في قريتك — من الآثار العظيمة لأمواج التغيير العظيمة. 

لأن المناخ سوف يتغير ، وستكون هناك خسائر فادحة في إنتاجية الغذاء في العالم . ولأن إمدادات الوقود ستصبح أكثر تكلفة ، وستزداد صعوبة الحصول عليها ، ولذلك ، سيكون من الصعب على المزارع الكبيرة إنتاج ما يكفي من الغذاء . سيكون التركيز الرئيسي على الغذاء ، كما هو الحال بالفعل في الدول الفقيرة . ولكن حتى في الدول الغنية ، فسيصبح تأمين الغذاء أولوية كبرى ، ليس لمجرد ارتفاع أسعار المواد الغذائية ، وإنما بسبب قلة توافر الغذاء . وهذا هو السبب في أنك تحتفظ بالمؤن لكي تدوم لمدة شهر على الأقل ، بحيث يكون الديك الوقت للنظر في ما يجب القيام به بعد ذلك ، وليس للاستسلام ببساطة ، ولأن تلقي بنفسك للذعر أو اليأس .

 إذا كان بإمكانك أن تبدأ في الاستعداد ، فإنك ستكتسب الثقة . أما إذا لم تكن تفعل شيئاً ، فسوف تفقد قلبك . وسوف تُهزم حتى قبل بدأ المحكمة ، وحتى قبل أن تصل تلك الصعوبات إليك. إلا أن بعض الناس سوف يستسلمون حتى لفكرة أنه يجب عليهم أن يعيدوا النظر في حياتهم ، ليستعدوا لأمواج التغيير العظيمة . إنه لأمر محزن أن شجاعتهم ، ونزاهتهم ، ستصبح ضعيفة للغاية وسوف يستسلمون بسهولة . لذلك ، ستكون محنتهم شديدة . وسيكون الأمر متروكاً للآخرين لكي يعتنوا بهم ، بينما كان يجب عليهم أن يقدموا هم العناية للآخرين .

 نعم ، سوف ترى ذلك . سوف ترى كل مظاهر جهل الإنسان ، والحرمان البشري ، وحماقة ذلك الإنسان وخياله البشري في وجه أمواج التغيير العظيمة . كل شيء سيتضخم . فإذا كان المرء أحمق من قبل ، فمن المرجح أنه سيكون الآن أكثر حماقة . وإذا كان شخص ما يعيش على مجموعة من الافتراضات الضعيفة ، فإن تلك الافتراضات ستتأكد لك الآن ولكن بقوة أكبر . وإذا كان شخص ما يعيش في حالة من النكران ، فسوف يزيد تعبيرهم بالنكران حتى لا يستطيعون أن ينكرون أكثر.

 

هنا ، يجب أن تكون مستعداً تماماً ، لأنه ستكون هناك حالة من الذعر التام ، والفوضى ، واليأس من حولك لأن الناس الآن جاءتهم الأحداث على غفلة و بدون أستعداد ، لذلك يتوجب عليهم أن يواجهوا مواقف صعبة و السبب عدم استعدادهم — وضع لم يستعدوا له من قبل — مواقف سوف تنهي واقعهم و حياتهم. 

ولكن ما الذي ينبغي فعله لإنتاج مثل هذا التأثير القوي ؟ إن نقص الوقود وحده في وطنك ، أو مدينتك ، أو حتى منطقتك ، يمكنه أن يفعل ذلك . بالإضافة إلى الطقس العنيف ، والأعاصير ، أو الجفاف الشديد ، كل ما ترتفع درجة حرارة الكوكب ، وفجأة ، لن يكون هناك ما يكفي من المياه للبشر و للزراعة معاً . ولن يطول الوقت حتى تُرمى حياتك في الخطر الجسيم .

 ولذلك ، فإن الجميع يعيشون على مجموعة من الافتراضات التي تستند إلى بنية تحتية ضعيفة وهشة . مجرد ما تنكسر تلك البنية التحتية . سوف يقذف الناس فجأة في اليأس والارتباك . أما أولئك الذين تم تحذيرهم مسبقاً ، أولئك الذين يملكون الشجاعة لمواجهة ما لا مفر منه من التغييرات التي سوف تأتي ، والاحتمالات الخطيرة التي ستجلبها معها ، أولئك الذين سيكونون أقوياء بما فيه الكفاية لتحمّل هذه التحديات و مواجهتها ، ولتوفير القوة والتشجيع والتوجيه للآخرين .

 لذلك ، لا تقلق من محاولة تغيير الوعي لدى الجميع . يجب أن تغير من وعيك ، إنه أنت الذي يجب أن تصل إلى معرفة ما إذا كنت بحاجة إلى مساعدة لتدعم جهودك . فالبشر يمتلكون المواهب ، والحكمة والمهارات . وهي كلها يجب أن يتم تعلمها معاً من أجل رفاهية الجميع . حتى لو لم تستطع أن تجعل بلدتك أو مدينتك تسعى لكي تطور خطة للاستعداد ، إلا أنه لا يزال بإمكانك الوصول إلى بعض الأشخاص ، وإنشاء شبكة تواصل معهم . 

إن هذا الوضع يستدعي قوة الإنسان ، ولكنه سيكون أيضاً للكشف عن الضعف البشري في جميع مظاهره .  تكمن الصعوبة التي تعاني منها الأسرة البشرية في عدم التحضير للمستقبل الحقيقي ، وليس مجرد التفكير بالمستقبل ، و عدم القدرة على النظر إلى العالم برؤية واضحة و بعيون موضوعية ، وعدم اعتبار للاحتمالات ، الاحتمالات القوية للتغيير الكبير . 

إنك تعيش في عالم من الانخفاض المستمر . انخفاض بتوفر الوقود ، وتوفر الكهرباء ، وتوفر الغذاء ، وفي بعض الأماكن قلة المياه . وسوف تصبح المشاكل أكبر من أي وقت مضى حين لن يكون بمقدور البيئة توفير المتطلبات الرئيسية للناس و الطريقة التي يعيشون بها .

 سيكون من الصعب الحصول على الأدوية ، وخاصة إذا كنت من الذين يعيشون في المناطق النائية ، أو الريفية . لن يكون الأمر كما هو عليه اليوم ؛ حيث يمكنك ببساطة طلب الأشياء إلكترونياً ، والتي يتم توصيلها بسرعة . قد لا تكون مثل هذه الخدمات ممكنة في المستقبل ، ولكن ماذا ستفعل إذا كنت بحاجة إلى هذه الأدوية ؟

إن هذه كلها أسئلة عملية ، وواقعية جداً الآن . والتي قد تكون بعيدة كل البعد عن التفكير فيها من قبل ، بل وقد لا تكون قد كلفت نفسك عناء التفكير فيها . ولكن الآن ، عليك الانخراط بنفسك فيها ، لأنك ستواجه مجموعة من التغييرات في العالم الذي سيغير من توفر و توزيع الموارد ، و الموارد الأساسية . وسوف ترى كيف ستكون معرضاً للخطر بشكل حقيقي ، لذا ، ينبغي عليك أن تمعن النظر في هذه الأمور ، لا سيما إذا كنت تعيش في عزلة جغرافية أو اجتماعية . وهذا هو السبب في أن ذلك سيستغرق وقتاً طويلاً للوصول إلى أناس آخرين من الذين هم على بينة من أمواج التغيير العظيمة ، لمساعدة بعضكم البعض فيما يجب القيام به ، واستخدام ” التوصيات التي هي هنا بمثابة مقدمة ونقطة انطلاق .

 إن الأمر سيتطلب الكثير من الطاقة والوقت للقيام بذلك – الطاقة والوقت اللذان يتم بذلهما الآن في أشياء ربما كانت ذات قيمة قليلة أو بلا قيمة على الإطلاق ، أو في أشياء هي بالتأكيد ليست ضرورية لمستقبلك و رفاهيتك . ولذا ، عليك أن تتحصن بكل الطاقة التي تبددها الآن بالشكوى حول العالم ، والشكوى من الآخرين ، ومن الحكومة ، أو التذمر من حياتك الخاصة ، وأن تقوم بتركيز طاقتك كي تضعها في سبيل التحضير لأمواج التغيير العظيمة ، وفي بناء شبكة دعم مع أشخاص آخرين ، وفي تعليم المجتمع المحلي ، لأن معظم الناس لا يدركون بأن أمواج التغيير العظيمة قادمة ، وعند وصول تلك الأمواج ، لن يكونوا جاهزين ، ولا مستعدين . 

 إن الحياة هي العيش بشكل متكامل في الوقت الحاضر ، والإعداد بحكمة من أجل المستقبل . وهذا هو ما تفعله الحيوانات . ولكن هذا ما يتوجب على البشر أن يتعلموه ، إذا كانوا راغبين في أن يكونوا أذكياء وذوي إدراك . فها هي الحياة ستعود بك إلى العالم الطبيعي ، تاركاً عالمك الاصطناعي التكنولوجي – عالمك الاصطناعي الذي يرتكز على الافتراضات الضعيفة ، وعلى الفرضيات ، افتراضات تستند إلى بنية تحتية ضعيفة و ممتده – التي تقدم لكم ما تحتاجون .

 لا تظن بأنه لكونك تعيش الآن في أمة عظيمة ذات كثافة سكانية عالية ، ولديها ثروات وتكنولوجيا ، أنه لا يمكن لتلك الأمة أن تفشل في مواجهة أمواج التغيير العظيمة ، وأن المجتمع نفسه لا يمكنه أن يتسبب في تراجعها في الصميم . وحتى لو أصبح الغذاء أكثر تكلفة ، وغير متوفر في بعض الأماكن ، هذه الأشياء سوف تدفع بالاقتصاد نحو الحافة . وهذا ما يحدث بالفعل . ولذلك ، فكر الآن ، ماذا سيحدث إذا كانت تلك الزيادة في السعر لا تتوقف ولا تعرف حدوداً ؟

 أنت تستعد في عالم يتجه نحو الانحدار فإذا كنت قد عشت في أمة غنية وثرية ، فستكون عملية الانتقال بالغة الصعوبة . ستكون صعبة جداً في جزء كبير منها بسبب أفكارك ، و افتراضاتك ، و معتقداتك ، و الضعف الذي نشأ وتنامي بمرور الوقت في تعاطيك مع المواجهة الصعبة وغير المتوقعة للظروف .

 لذلك ، يجب وقف عزلتك ، والانخراط في المجتمع المحلي ، تحدث في مجالس مدينتك المحلية ، وفي المجالس الرسمية . حاول معرفة ما الذي تفعله بلدتك ، أو مدينتك ، أو وطنك من أجل التحضير لتلك الصعوبات الكبيرة . اقرأ ، وثقف نفسك . اذهب لزيارة الناس ، وشارك في الخروج من العزلة ، وهواجس النفس . انخرط مع الآخرين ، حاول أن تصبح مؤيداً ، وداعية . شارك الوحي في هذا الكتاب مع الآخرين . اقرأ ما الذي يكتشفه الآخرون حين يبدؤون بإدراك أمواج التغيير العظيمة ، لأن هذا أمر صحي لك . وتعويضي على حد سواء.  كما سيمنحك الثقة إذا ما بدأت العمل . أما إذا لم تفعل شيئاً ، فإن تلك الثقة ستسقط بعيداً وسوف تجعلك غارقاً في اليأس ، ثم ستكون عاجزاً و ضعيفاً حقا . 

إن الوضع يدعوك لتصبح قوياً ، من أجل أن تنخرط مع الآخرين ، ولكي تتخلص من تلك العزلة الجهنمية ، ولكي تتخذ زمام المبادرة لاتخاذ الإجراءات اللازمة ، ولتدرك حقيقة قوتك ، من أجل الاستفادة من مهاراتك ، ومن مهارات الناس الآخرين ، مع العلم بأنها لم تعد كافية لوحدها لمواجهة التغيير الكبير الذي يقترب الآن .

 أما إذا كنت تعيش في منطقة صحراوية ، فعليك أن تغادرها ، لأنه قد لا يكون هناك ماء لك في المستقبل ، وقد يكون من الصعب جداً وصول الغذاء إلى مجتمعك . لا تسكن قرب المياه الجارية ، والأنهار القريبة التي قد يجتاحها الطوفان من خلال موجات الطقس العنيف ، وتغيير الظروف المناخية . ولأنه من الحكمة الابتعاد عن المناطق الساحلية التي ستتأثر بعوامل الطقس العنيفة . وفي كثير من الحالات ستخضع بعض المدن الكبرى لاضطرابات اجتماعية شديدة .

 الروح في داخلك ، والذكاء الأكبر الذي منحك إياه الله ، سوف تعطيك الاتجاه ، و العلامات ، و سوف توفر لك الخطوات لكي تقوم بها . إلا أنك تأخذ هذه الخطوات من دون فهم كامل للعملية برمتها ، وللنتائج من هذه العملية ، ولأنك ببساطة ، تتخذ الخطوات فقط . إلا أن الروح سوف تتحدث إليك من خلال أفكارك ، و مشاعرك . لكنها لن تخاطبك من خلال الخوف ، أو الفنتازيا ، ولن تتحدث من خلال التفضيل . يجب ، عليك أن تكون منفتحاً ، وأن تسأل الروح داخل نفسك : ” ما الذي يجب أن أقوم به الآن ؟ وما هي الخطوة القادمة بالنسبة إلي ؟ وكيف لي أن ألاحظ هذا الوضع ؟ وأي قرار يجب أن أتخذه بخصوص هذا الأمر ؟ ”

 يجب عليك البقاء مع هذه التساؤلات . وعليك أن تتجاوز خوف الماضي والرفض ، والصدمة ، و الرعب ، من أجل الوصول إلى مزيد من الوضوح والموضوعية ، بحيث يمكنك الاستجابة للروح ، والإحساس بوجودها ، و الإنصات لما تقوله لك الروح ، و أن ترى العلامات التي تعطيك إياها الروح .

 لا يمكنك حل هذه المشكلة بالنسبة إلى العالم . ولا تستطيع حل مشكلة الأمة . ولذلك ، لا بد لك في بداية الأمر من بناء سفينتك ، وينبغي أن تبني سفينتك قبل هطول الأمطار ، وقبل أن يصبح التغيير العظيم فوقك . كما يجب عليك مساعدة الآخرين في بناء سفنهم ، وضم سفينتك إلى سفنهم ، بحيث تصبح لديك علاقات معهم ومع المجتمع .

وهكذا ، فإن قوتك تكمن في الروح ، وفي العلاقات ، وفي المجتمع . وهذه الثلاثية الآن ، هي ثلاثية أساسية . كما أنها أكثر أهمية من الثروة . و أكثر أهمية من المتعة ، وأكثر أهمية من السعي للهروب . إنها أكثر أهمية من هواياتك ، ومن هواجسك ، وأكثر أهمية من انقيادك خلف الرومانسية ، والمآسي . وفي المقابل ، فإن الأهم بالنسبة إليك هو في بناء اتصالك بالروح ، وبناء علاقات قوية مع الآخرين ، وأن تصبح جزءاً من المجتمع الذي يستعد — هذا الشئ المهم في الحقيقية.

 لذا ، عليك أن تعمل بجزء من الوعي ، و جزء من التأكيد. لأنك لن تعرف كل ما يجب عليك أن تقوم به . ولا أحد يعرف ذلك . كما سيكون عليك أن تختار بعناية من هو الذي ستستمع إليه ، لأن بعض الناس سوف يقدمون لك نصائح سيئة جداً . فحتى أولئك الذين هم على بينة من أمواج التغيير العظيمة ، يمكن أن يقدموا لك نصائح سيئة جداً لما يجب القيام به . 

وهنا ، فإن قوة علاقاتك سوف تساعدك ، لأنه من الصعب خداع عقلين كما هو الحال في خداع عقل واحد . لذا ، يجب عليك أن تُحضر كل شيء إلى الروح .

اسأل الروح : ”  هل هذه فكرة جيدة ؟  ” . اسأل الروح : ”  هل ينبغي لي أن أتابع توصيات هذا الشخص ؟ ” .  ربما ستشعر بالمقاومة ، ربما ستصمت الروح ، ما يشير إلى أنه عليك أن تتوقف ، وألا تمضي قدماً في هذا القرار أو في اتباع هذا الشخص .

 كما يجب عليك التحلي بالصبر . يجب أن تكون مُلاحظاً . وإذا كنت خائفاً و مذعوراً ، فإنك ستقوم بأمور متطرفة وغير حكيمة . لذا ، عليك أن تواجه الخطر العظيم بشجاعة ، وبأكبر قدر من الموضوعية التي يجب حشدها ، وهذا يتطلب قوة الروح داخل نفسك . ويتطلب الأمر منك الثقة كي تتمكن من اتخاذ الإجراءات اللازمة ، و تحريك حياتك في اتجاه إيجابي ، ولكي لا تقع في فخ الفرضيات السهلة ، أو الحلول البسيطة ، معتقداً بأنك تمتلك الإجابة عن كل شيء . 

لا تقلل من مخاطر وقوة أمواج التغيير العظيمة ، لأن كثيراً من الناس سوف يفعلون ذلك ، وسيفكرون قائلين : ” أوه ، حسناً ، بمجرد توفير هذه التكنولوجيا الجديدة ، فلن يتكون هناك مشكلة ” . أو : كل ما يستدعيه الأمر أنه على الناس أن يغيروا سلوكهم بطريقة واحدة ، وكل شيء سيكون على ما يرام ” فيما سيقول آخرون : ” إنها ليست مشكلة كبيرة حقاً ، فقد اخترعها بعض الناس من أجل مصالحهم فقط ” . ستسمع مجموعة كبيرة من ردود الفعل حول أمواج التغيير العظيمة . ولكن فقط من خلال ذاتك ، ومن عمق التجربة الخاصة بك ، سوف تدرك الأمر إذا كنت تستمع بعناية ، وسوف ترى من هو الحكيم من بينهم ومن هو الجاهل. 

ينبغي على الأنسان أن لا يقلل من تقدير الشدائد عندما يواجهه الظروف المتغيرة ، وهذه هي الحكمة الأساسية فيما يتعلق بالواقع  المادي المعاش . إن الكثير من الناس يفعلون هذا بالطبع . في حين يقوم بعض الناس بذلك لدى مواجهة أي شيء وكل شيء . أما بالنسبة إليك ، فيجب عليك الحصول على أكبر قوة ، وأكبر ثقة ، ومعها أكبر صبر. عليك أن تتبع الخطوات . ولا يمكنك ببساطة الحصول على الأجوبة الكبيرة ، لأن الأجوبة الكبيرة لا تكون أجوبة صحيحة ولذا ، فلابد لكل شيء أن يكون مُجرّباً و مثبتاً . فأنت لا تستطيع أن تتسلق الجبل العظيم في قفزة عملاقة واحدة . عليك إعداد نفسك و مواردك ، وعليك أن تبدأ رحلة طويلة ، وأن تبني القوة والحكمة في الطريق .

 لا تقلق إذا لم يكن الأخرون يفعلون ذلك . لا تقلق من أن عموم الناس سيبدون نياماً ، ويخدعون أنفسهم بأنهم واثقين من أنفسهم . يجب عليك الاستعداد رغم كل الاحتمالات ، يجب عليك الاستعداد ضد الإحباط الذي ستراه أثناء مراقبة الآخرين ، عليك أن تواصل استعدادك . عليك الاستعداد لأنه ينبغي أن تستعد — وليس لأن الجميع يفعل ذلك ، وليس لأن الخبراء قالوا لك أن تفعل ذلك . لأن معظم الخبراء لا يعرفون ما هو آت ، ولا يستجيبون بشكل مناسب . 

لقد تم منحك هدية من الحب هنا . فإذا كنت تستطيع أن تقدّر المشكلة ، فسوف تشاهد قيمة الجواب . وإذا أمكنك التعرف إلى التحدي الكبير المقبل الآن ، فإنك ستقدّر هدية الاستعداد والتحضير . لن ترى فيها أي إزعاج ، ولن تفكر فيها بطريقة سلبية . ولن تتجاهلها ، أو تتنصّل منها ، أو تعتقد أنها متطرفة جدّاً . وفي الحقيقة ، فهي مناسبة تماماً لمواجهة أمواج التغيير العظيمة .

 إن هذا التحضير سوف يصلحك و يلخصك ، وسوف يحررك من هواجس نفسك ، ومن ضعفك ، ومن حماقاتك ، ومن مشاغلك الخاصة ، وسوف يطلب منك الاستجابة للحياة و للعالم ، وللواقع . كما ستجد أن فيك قوة لم تكن تعرفها من قبل . فإذا اتخذت الإجراءات اللازمة ، فسوف تدرك أن لديك هذه القوة ، ويمكن البناء عليها . أما إذا وصلت إلى الآخرين ، فسوف تجد أن لدى البعض الآخر قوة أيضاً ، وسوف تحتاج إلى قوتهم كذلك ، كما أنهم سيحتاجون لقوتك .

 وسيكون هذه تأكيداً للحياة ، لأن الناس مصممين بأن يعملوا معاً في وئام . إلا أن الناس لا يفعلون ذلك بشكل جيد عندما يعيشون في عزلة ، سواء كانوا في عزلة جغرافية ، أو عزلة اجتماعية ، أو عزلة نفسية . فالبشر يذبلون و ينكمشون في العزلة ، ولكنهم يصبحون أقوى في العمل معاً من أجل هدف أكبر . والآن ، لديك هدف أكبر . ولم يعد هناك ضرورة لتتساءل الآن : ” من أنا ، ولماذا أنا هنا في هذا العالم ، وما الذي يجب علي فعله حقا ؟ ” . ذلك لأن الحياة هي التي ستخبرك بما يجب عليك القيام به ، و ستحثك الروح في داخلك على الاستجابة . لقد تحررت من تلك المداولات التي لا نهاية لها ، ومن استجواب النفس ، ومن التقييم الذاتي ، ومن هواجس النفس ، وقد أصبحت الآن مستعداً للاستجابة للعالم .

 سوف تستغرق وقتاً طويلاً للحصول على بعض المعلومات التي ستحتاج إليها ، ولكن يجب أن تؤدي إلى عمل حكيم وبناء ، لذا ، يجب عليك الاستعداد قبل وصول أمواج التغيير العظيمة . عليك الاستعداد قبل أن يدرك الآخرون ما الذي يحدث ؟ لقد مُنحت هذا الإنذار المبكر . وهو نعمة ثمينة لا مثيل لها وذات أهمية بالغة بالنسبة إليك .

 أعد التفكير في حياتك — في علاقتك مع المكان الذي تعيش فيه ، و المنزل الذي تعيش فيه ، و عملك ، و تنقلاتك ، و علاقاتك ، ومن هو الحكيم بين أولئك الذين تعرفهم ؟ ومن الذي يمتلك المهارات ؟ ومن هو القوي الذي يمكن أن يواجه أمواج التغيير العظيمة ؟ و تعلم ما هي موارد مجتمعك . و ماذا يمكن أن تقدم ؟ وما هي الأصول التي يمتلكها حقاً والتي يمكنها أن تدعمك وتدعم مجتمعك ؟

 العمل هائل . العمل ضروري . والآن هو الوقت المناسب ، حيث لا يوجد المزيد من الوقت للنظر بحماقة فقط ، و التفكير بالمشكلة . يجب عليك الاستعداد رغم كل الصعاب. كما أنه ليس من المناسب أن تقبع خائفاً ببساطة من دون أن تفعل شيئاً . أما إذا كنت تعمل ، فإنك سوف تصبح أقوى ، وأكثر ثقة . ولكن إن لم تكن كذلك ، فسوف تصبح أضعف ، وأقل ثقة . فالعمل ضروري . ولم يعد هناك الكثير للقيام به ، أما الآن فهو الوقت المناسب للعمل .

 

 إن الأمر يبدو كما لو أن أمتك في طريقها لدخول حرب عظيمة ستقرر مصير العالم . لذا يجب التفكير في أمواج التغيير العظيمة من هذا القبيل ، إلا أنك ستكون الآن في حالة حرب مع العالم ، ومع ظروف العالم التي خلقها مع ظروف الكوكب الذي خلقت بشكل كبير من ، تبذير الإنسان و إساءة استخدام موارد العالم ، والبيئة . ويبدو الأمر كالذهاب إلى الحرب بالظروف التي خلقتوها بأنفسكم ، وهي الظروف التي قد تهزمكم الآن وتطغى عليكم . 

يجب التفكير في الأمر بطريقة كبيرة ، أو أنك ستقلل من ذلك لأنك خائف ، أو لأنك لست واثقاً من نفسك . كما ستفعلها لأن الجميع يقلل من الخطر الداهم . قد تتراجع مرتداً إلى الرضا عن النفس ، وإلى الثقة الكاذبة بالنفس ، وإلى الغرور بالنفس و التأكيدات القديمة و سوف ترجع إلى عاداتك و أولوياتك القديمة. لقد كنت مستيقظاً لبضع دقائق . ثم انتبهت ولكنك بعد ذلك سقطت مرة أخرى في حالة من النوم ، وأنت نائم الآن وجاهل ، وغير مستعد ، بل ومتأكد من أن كل شيء سيكون على ما يرام وأن أحداً سيتولى أمورك ويرعاك ، بطريقة أو بأخرى .

 هذا هو ضعف الإنسانية . لقد فقدت قوتها ، ووعيها ، وانتباهها ، واستجابتها للطبيعة — فهي تعيش في عزلة و ثروة ، تعيش في تأكيداتها . ولكن الثروة والعز التي تم إنشاؤهما في القرون الماضية يتناقصان ،—  يتناقصان بشكل سريع ، بسرعة كالبالون الكبير حين يُنزع فتيله ، والذي يكون عرضة للثقب من قبل أشياء كثيرة .

 يجب عليك أن تتكيف و تتأقلم . وهذا هو الذكاء ، ولكن ليس من الذكاء تجاهل ذلك . و العيش في عزلة ليس ذكاء . سوف يكون هناك عدد قليل جداً من الناس البقاء و على قيد الحياة في عزلة ، ولكن لا بد من أن يمتلك أولئك الناس مهارات هائلة ، رغم أنهم سيضطرون إلى العيش حياة المشقة باستمرار ، وهذا قد ينجح فقط مع مجموعة فريدة وقليلة العدد من الأفراد . أما فيما يتعلق بالجميع ، وهذا يعني الجميع بالكامل ، فسيكون هناك المزيد من التعاون البشري والاستخدام الحذر للموارد .

 

كما أنه لا بد من إعادة تصميم المشهد البشري كله مع مرور الوقت ، حتى يتمكن الناس من العمل ، وأن يكونوا فاعلين ، ويعيشوا في ظل مجموعة مختلفة من الظروف في لعالم منحدر . أما في المستقبل ، فسيتم إخلاء مدن بأكملها بسبب الارتفاع الحراري زيادة حرارة العالم . فإذا كنت تعيش في مدينة مثل تلك المدن ، فسيتوجب عليك أن تنظر في إعادة التوطين . كما أن مناطق بأكملها من العالم قد أصبحت قاحلة جداً ؛ بحيث لم يعد بمقدور أحد تقريباً العيش هناك لذا ، ينبغي عليهم التحرك حيث ينبغي أن يذهبوا . وما ينبغي عليهم القيام به . ومن سيستقبلهم ؟

 لا يمكنك الإجابة على هذه الأسئلة . لأنك لا تمتلك الإجابة . ولكن لديك رحلة لتبدأها . ولديك تحضير عليك القيام به . ولديك طريق لتتبعه . فقد كان من المفترض – دائماً – أن يكون أمامك مثل هذا التحضير ، ومثل هذه الرحلة ، وهذا المسار . الآن ، هو الوقت الذي يجب أن تبدأ به ، ولكي تمضي قدماً . ولا يمكنك التحكم في النتائج بالنسبة إلى العالم ، ولكن يمكنك بناء مزيد من الاستقرار لنفسك ، وللآخرين ، وهذا هو المهم لأن هذا يقع ضمن نطاق مسؤولياتك و قدراتك ، وهذا هو ما يجب عليك القيام به الآن .

Mathieu

Recent Posts

تعميق ممارستك الروحية

كما أوحي إلى رسول الرب مارشال ڤيان سمرز في الأول من نوفمبر من عام ٢٠٠٨…

4 سنوات ago

الخلوة الروحية

كما أوحي إلى رسول الرب مارشال ڤيان سمرز في التاسع من سبتمبر من عام ٢٠٠٩…

4 سنوات ago

فن الإبصار

كما أوحي إلى رسول الرب مارشال ڤيان سمرز في الحادي عشر من أبريل من عام…

4 سنوات ago

البهجة و الإمتنان

كما أوحي إلى رسول الرب مارشال ڤيان سمرز في الواحد و الثلاثون من يناير من…

4 سنوات ago

برج المراقبة

كما أوحي إلى رسول الرب مارشال ڤيان سمرز في السابع عشر من فبراير من عام…

4 سنوات ago

ماالذي سينقذ البشرية؟

كما أوحي إلى رسول الرب مارشال ڤيان سمرز في الثلاثون من مارس من عام ٢٠٠٨…

4 سنوات ago