لا تستطيع أن تبدأ بنفسك هنا. لأنه لا بد من توفر قوى أكبر أثناء العمل ، وذلك على المستوى المادي ، والمستوى الروحي أيضاً . لذا ، فإنه ليس من قبيل الصدفة أنك ستواجه واقع و حقيقة أمواج التغيير العظيمة ، في حين لا يزال البعض الآخر غير مبال أو جاهلاً بما يتعلق بها . كما أنه ليس من قبيل المصادفة بأنك ستجد هذا الجزء الصغير من الرسالة الجديدة للبشرية ، لأنه قد تم ترتيبها بهذه الطريقة . ولأنك هنا تُمثل مصيرك . ولأن هذا الوقت هو وقت المصير .
لذلك ، قد ينظر الناس إلى أمواج التغيير العظيمة مصدر للرعب ، أو بنكران كامل مع جميع أنواع ردود الفعل البشرية . لكنهم لا يستطيعون إدراك أن ما يواجهونه هو حقا الشيء الوحيد الذي سوف يقوم بتخليصهم ، ويمنحهم حياة عظيمة و هدفاً أعظم ومساهمة أكبر.
قد يطول وقت انتظار للأحداث العظيمة لنداء هدفك الأكبر ، وفي الفترة الانتقالية التي ستكون من خلالها منجذباً إلى تأسيس هدفك الشخصي ، ولإعطاء نفسك لهدفك الشخصي العظيم ، لتعطي نفسك إلى أشياء تسعدك ، أو تحمسك . ففي هذه الأثناء ، قد تتزوج ، وقد يكون لديك عائلة وقد تملأ حياتك بالناس ، والمسؤوليات ، والالتزامات ، وما إلى ذلك . ولكن عندما تأتي الفرصة العظيمة ، فإنه هو وقت ندائك. ، فإذا كانت حياتك مرهونة ، وإذا كنت محتجزاً من قبل الناس ، والمسؤوليات والالتزامات ، فإنه من الصعب عليك أن تكون قادراً على الاستجابة والمواجهة . ولكن توقيت تلك الاستجابة والمواجهة لا يزال أساسياً.
ليس من قبيل المصادفة بأنه قد تمت دعوتك الآن لمعرفة المزيد عن الحياة في المجتمع الأعظم ، ولتكون من بين عدد قليل من الذين يمكنهم تلقي فهم هذا الوحي . ولأنك ببساطة لم تتعثر بذلك الوحي ، أو أنه جاء إليك عن طريق الخطأ . فهناك هدف من وراء كل هذا كما ترى ، وهذا ما يُمثل السر العظيم لحياتك — بينما الحياة التي تعيشها هي حياة على السطح ، في حين أن هناك قوى أعمق تعمل تحت هذا السطح.
فعلى السطح ، تبدو الحياة فوضوية وغير متوقعة . إنها تبدو دنيوية ، وليس هناك شيء غير عادي في ذلك . إنها مليئة بالمحفزات ، و بعض منها يقدم لك المتعة ولكن الكثير منها يقدم الألم . لكن في الجانب الأعمق ، هناك تيارات أعمق تحرك حياتك ، تنقلك من أجل أن تكون قريب من تعلم شيء ما ، و لترى شيئاً ما ، وللاستجابة لشيء ما وذلك داخل نفسك ، وضمن العالم بأسره على حد سواء . إن الأمر يبدو مثل المحيط الذي يكون مضطرباً على السطح ، وقد اجتاحته الرياح من عدة جهات من العالم ، والتي تنتقل من قبل قوى طبيعية عادية . ولكن في العمق ، فإن ثمة قوى أكبر تتحكم بالمياة ، قوي هائلة وغامضة تحرك المياه من جزء من الأرض إلى جزء آخر.
، إن حياتك تبدو على هذا الشكل . فهي على السطح تكون هادئة ، ومضطربة ، وتتغير من يوم إلى أخر ، لكنها لا تعطي أية حقيقة عما تدل عليها حركتها الحقيقية ، والهدف الحقيقي منها . ولذا ، كيف يمكنك من على سطح المحيط ، أن تحدد مدى قوة حركة المياه العميقة حقاً؟ لن تستطيع ذلك ، لأنك ستحتاج لأن يكون لديك حكمة أكبر ، وإدراك أكبر للروح هنا ، لكي تستطيع أن تفهم حقاً حقيقة أن مياه الأرض ، تتحرك بطريقة تشبه الناقل من جزء من الكرة الأرضية إلى جزء أخر . إنه أمر لا يمكنك أن تدركه ، أو تفهمه ، أو تحكم عليه من السطح.
ثمة قوى أكبر في داخلك . قوى تحفزها الطاقة الكونية ، وما وراء العالم ، وداخل الواقع المادي ، وما وراء الواقع المادي . فأنت لديك هدف هنا ، وهذا الهدف يرتبط بالزمن الذي تعيش فيه وبالأحداث القادمة .
فإذا ما تُرك الأمر للجميع ليقوموا بأنفسهم بتصميم هدف أعظم لحياتهم ، فسيكون لدينا عالم كامل من الموسيقيين والشعراء ، و البستانيين ، والمعالجين ، وهكذا. لكن ذلك سيكون أمراً سلبياً للغاية ، بل لن يكون أمراً حيوياً على الإطلاق ، ولن يحتوي أي معنى.
لذلك ، فإن هدفك الأكبر يكمن حقاً وراء هذه الأشياء . ولأن الإنسان النادر والاستثنائي هو فقط من يستطيع أن يتوجه لأن يصبح فناناً عظيماً ، أو موسيقياً ، أو رياضياً عظيماً ، أو خبيرا في تخصص محدد . وذلك بعد أن كشفت هذه الأشياء لهم وهم ماضون في حياتهم ولكن بالنسبة إلى معظم الناس ، فلا يزال الغموض يحيط حياتهم ، ولذلك ، فهم – من على سطح حياتهم – لا يمكنهم إدراك قيمة تلك الحياة ولا إدراك معناها ، ولا حتى الهدف منها أو الجهة التي يجب أن يتبعها.
أنت ترى نفسك أنك مجرد إنسان ضعيف ، تحاول البقاء على قيد الحياة ، تحاول أن تكون سعيداً ، وتحاول الحصول على الأشياء الجيدة والابتعاد عن الأشياء السيئة ، تحاول أن تحصل على إغاثة ، وأن تسعى خلف ملذات الحياة ، كما و تحاول اقتناص الفرص ، ولكن على المستوى الأعمق ، فقد تم إرسالك إلى هنا في مهمة ، ولا شيء سيرضى تلك المهمة سوى المهمة ذاتها ، حيث أن ما سوف يحفز المهمة فيك هو الأحداث عظيمة في العالم ، واحتياجات الآخرين التي تم وضعها أمامك ، هذه الأشياء هي التي سوف تفعل الروح فيك.
سوف تنمو الحاجة حول العالم . وسوف تخضع الأسرة البشرية لإكراه كبير ، ولذا ، فإن النداء سوف يبدو كنذير للكثير من الناس كي يستيقظوا من نومهم وأحلامهم في تحقيق الذات – تدعوهم إلى العمل و أخد ردة الفعل ، بالإضافة إلى الذاكرة العميقة و الشعور بالمسؤولية إتجاه العالم.
لا يمكنك رؤية ذلك من السطح . قد يبدو ذلك رائعاً ، وربما كان جيداً كذلك بالنسبة إليك . وربما لا . لكنك لا تستطيع رؤيتها من السطح ، لأنها تمثل الغموض ، و تُمثل سر حياتك أيضاً . فكل ما تبذله من محاولات لكي تكون سعيداً و راضياً عن نفسك ، وفي كل ما تفعله ، فإنه سيكلفك الكثير من الوقت والطاقة و من قوة الحياة ، إلا أنه لا يمكنه تلبية هذه الحاجة الأعمق ، ألا وهي الحاجة إلى الروح لاكتشاف ذلك النداء الأكبر في الحياة ، وللاستجابة له ، وللتحضير كي تكون جاهزاً للبدء في تفعيل الروح و التنفيذ في الظروف المتغيرة من حياتك.
كما أن متى وكيف ستحدث تلك الأمور على وجه التحديد ، لا يزال غامضاً ، لأن هناك الكثير من الأشياء التي يمكن أن تتغير ، أو من الفرص ، أو توقيت الأشياء ، وهذا هو السبب في جعل التنبؤات غير مفيدة . فالمستقبل يتغير دائماً ويتحول ، في حين يمكن للنتيجة أن تأخذ العديد من المظاهر . ولكن الاتجاه واضح لذلك.
لذلك ، فأنت لا تتعلم عن أمواج التغيير العظيمة فقط من أجل محاولة الهروب إلى مكان ما ، ولتكن في مأمن . فأن لم ينكشف لك هذا النبأ العظيم لكي ببساطة يتسني لك تحصين نفسك ، فهي تُمثل حقاً دعوة أكبر . في حين أن المستويات المختلفة من أنواع الخدمة لا تعد ولا تحصى ، ولكنك لم تدرك ذلك بعد ولذلك فإنه يمكنك التقدم فقط نحو شيء ما ، يدعوك ، وهذا أمر حقيقي بحد ذاته . ولذا ، يجب أن تدع كل التعاريف مفتوحة . لا تقوم بعمل الاستنتاجات . ولا تعلن عن دور أو عنوان لنفسك ، لأن ذلك سيكون أمرا سابقاً لأوانه ، بل ومجرد حماقة ليس إلا.
سوف تبين لك أمواج التغيير العظيم حيث يجب عليك أن تذهب ، وكيف يجب أن تكون ، ومن عليك أن تلتقي ، وكيف يجب أن تتعلم ، وتستجيب للحياة . كما ستظهر لك كيف تنضج ، وكيف تصبح شخصاً واحداً متماسكاً مع نقطة مرجعية واحدة في نفسك ، مع تركيز واحد عظيم ، والتوجه ، بدلاً عن ذلك الشخصية المشتتة ، نحو العديد من الأصوات ، ومع العديد من الاتجاهات ، ومع كل أنواع الصراعات ، والمعارضة في نفسك . ولذلك ، فلن تعرف أبداً تلك الطبيعة الأعمق من خلال دراسة شخصيتك ، أو تاريخك الشخصي ، يجب أن ينكشف لك ذلك من خلال زيادة الخبرة ، وزيادة المشاركة في العالم .
ولذلك ، فإن النهج الصحيح و الأفضل هو أن تضع نفسك في وضع أن تكون طالباً، تكون طالب علم – ومن دون أن تضع افتراضات ، ومن دون إيضاحات ، ومن دون العيش ضمن تعريفات محددة ، ولكن عليك أن تترك الطريق مفتوحاً ، وأن تترك حياتك غير مبررة ، من ما يسمح لذلك الغموض العميق بداخلك بأن يناديك ، وأن يتوجه نحوك على الفور ليدلك على الطريق و يقودك إلى الأمام.
في ضل كل ظروف الحياة المتغيرة الخاصة بك و التغيرات الكبيرة التي سوف تأتي إلى العالم ، فأن الغرابة سوف تبقى ، و الغرابة هي من سوف تمنحك الوضوح والاتجاه . وهنا تسكن مملكة الروح . و هذا هو المجال حيث يمكن تستطيع عائلتك الروحية أن تتصل بك. وهذا هو المكان الذي يمكنك من خلاله الحصول على التوجيه ، وهذا هو المكان الذي تستطيع فيه أن تفعل الأشياء التي يعجز عنها الآخرون ، وأن ترى أشياء لا يمكن للناس الأخرين رؤيتها ، وأن تسمع الأشياء التي لن يسمعها الناس أبداً – وهي الأشياء المهمة لحياتك ، و في تحسين معيشه الآخرين على حد سواء.
لذلك، عندما تتقدم يجب عليك أن تأخذ وقت للسكون و الاستماع الداخلي. السكون هو العلم خلف كيف تهدأ العقل و تقوي تركيزه لكي يتمكن لك من أن ترى خلف أفكارك و تسمع خلف أفكارك — تسمع ماهو موجود في الواقع ، أن ترى ماهو موجود في الواقع و أن تطور قدراتك بأن تصبح موضوعي و تنظر بوضوح ، بدون تفضيل أو خوف.
لأن معظم البشر ، هذه الخاصية خلف قدراتهم. لكن يجب عليهم أن يقومون بتنميتها. تنميها بقبولك لواجبات مهمة ، و تنميها ببنيان إتصال مع الروح في داخلك.
عندما تأخد برنامج الخطوات إلى الروح ، سوف تتعلم كيف تأخذ عقلك إلى وضعيه السكون ، كيف تستمع في داخلك و كيفيه تميز صوت و حركة الروح من كل الأصوات الأخرى في عقلك. — صوت والديك، صوت معلمينك ، صوت المجتمع ، صوت أصدقائك ، صوت مخاوفك ، صوت رغباتك ، صوت شكوك في نفسك ، صوت انتقادك لنفسك — وكل الأصوات الأخرى التي تسكن في داخلك. ومن ثم صوت الروح.
فإن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن بأن تمتلك فيها الثقة لتتأكد من صحة ما تسمعه و تحس به بأنه حقيقي ، ستكون عن طريق بناء هذا الاتصال ، والتعلم لتمييز وجود الروح ، وحركة الروح ، عن كل الأشياء العادية الأخرى ، وعن كل الأوهام ، والأفكار الأخرى في عقلك ، وهكذا ، فإن برنامج الخطوات إلى الروح سوف تعلمك كيفية القيام بذلك ، و سوف تعطيك ميزة كبيرة.
لأنك ستدخل أوقاتاً غير مؤكدة ، ولذا ، فإنه من المهم أن تتعلم كيف تعيش من دون تعريفات للذات ، ومن دون محاولة للسيطرة على الأحداث ، ومن دون محاولة للعيش في الاستنتاجات . أنه من الضروري أن تعيش مع التساؤلات ، ومع المشاكل التي لا تمتلك لها حل و المواقف التي يجب عليك أن تعمل على حلها ، أن تتعلم كيف تحلها ، لكي تتعلم كيف تلبي أحتياجاتها وما إلى ذلك.
لذا ، سيتوجب عليك أن تترك جزءاً من حياتك مفتوحاً ، و غامضاً . في حين أن الناس الذين لا يستطيعون القيام بذلك فإنهم سيخفقون في مواجهة أمواج التغيير العظيم ، لأنهم لن يستطيعوا أن يدركوا ، أو يروا ما هو القادم ، ولن يعرفوا ، ولن يستعدوا . ولذلك ، فعندما يأتي التغيير ليحوم فوق حياتهم ، فإنهم سيصابون بالذعر ، و سيغضبون ، و يرتعبون.
إذا كنت ستسير نحو الدخول في أوقات يسودها الشك وعدم اليقين ، فيجب أن يكون لديك هذا الانفتاح داخل نفسك ، هذه القدرة على الاستماع ، وليس لوضع الإجابات أو التفسيرات ، ولكن للاستماع ، و لغرس القدرة لكي يتم توجيهها داخلياً ، حتى عندما تأتي اللحظة التي ستتحدث فيها الروح إليك ، فسوف تكون قادراً حين ذاك على الاستجابة ، و قادراً على الإحساس بحركة تلك الرسالة وهي تحركك.
، أنت تتمرن السكون ليس لتحصيل أي شئ ، لكن لكي تتعلم كيف تكون ساكن ، أن تتعلم السكون لكي يتمكن لك الإستماع و الإحساس ، أنت تستمع من أجل تطوير القدرة على الاستماع وأنت في العالم الخارجي. إن الروح بداخلك ستخاطبك ، و ترشدك ، و سوف تحميك ، و سوف توقفك عندما يكون ذلك ضرورياً.
سوف تتعامل مع ظروف صعبة للغاية ، وستشهد محنة كبيرة في العالم مع مرور الوقت . فكيف ستستطيع الحفاظ على تحملك ؟ وكيف ستحافظ على نفسك كي لا تخاف ويصيبك الذعر والرعب ، و الهموم ؟ كيف ستمنع نفسك من الوقوع فريسة للوم وتحذيرات وإدانات الأخرين ، والتي ستنشأ في كل مكان حولك ؟ كيف ستحافظ على نفسك من فقدان قلبك ، من الاستسلام ، ومن الشعور باليأس والهزيمة ؟ وعندما ينهمر المطر ، ويحتدم الرعد ، فكيف ستكون قادرا على الحفاظ على وضوح العقل والهدف ؟
كل هذه أسئلة مهمة بالنسبة إليك الآن ، فهي تتطلب اتصالاً أعمق بالروح و الانفتاح عن حياتك ، وعن المستقبل لأنك لا تعرف ما الذي سيحدث . ولا تعرف كيف سيكون التحوّل ، ولن تعرف بالضرورة ، من الذين سيؤدون واجباتهم بشكل جيد من الذين لن يفلحوا بذلك . كما لا يمكنك التنبؤ بشيء ، لأنك بدأت بالدخول في أوقات التغيير العظيم ، وعدم اليقين . فكيف ستعرف ؟ لذلك ، عليك أن تكون منفتحاً و منصتاً. ،
هذا هو السبب في وضع ” التوصيات اللازمة من أجل العيش في أمواج التغيير العظيمة ” لأنها – في الواقع – مجرد توجيهات أولية فقط ، لأن الظروف لدى الجميع ستكون مختلفة فيما بينها إلى حد ما ، ولأن كل شخص ستكون لديه مهمة فريدة من نوعها ، وهدف ليكتشفه ، و ليحققه في الحياة . وبالتالي ، فبعد تحديد الخطوات الأولية ، وبناء الأساس الأولى ، فلا بد لك حينذاك من أن تعتمد على الروح داخل نفسك ، وعلى الروح لدى الآخرين من أجل الإبحار في التغيير وفي الأوقات العصبية المقبلة.
إن ما تم منحه لك هنا هو أمر ضروري لنجاحك . فها هي بذور المعرفة والحكمة التي غرست فيك ، ولكن عليك أن تستعد . وعليك أن تتعلم طريق الروح . وعليك دراسة الموجات العظيمة . كما يجب إعادة تقييم حياتك الخاصة ، والعلاقات ، والأنشطة والالتزامات ، وكل شيء ، وإجراء التقييم العميق . يجب عليك أن تكون قوياً عندما يضعف الآخرون . يجب أن يكون لديك الإيمان الكافي عندما لا يثق الآخرون . وسيتوجب عليك أن تكون رحيماً في مواجهة المأساة .
لا يمكنك أن تفقد نفسك الآن . فقبل الآن ، كونك صادق مع كانت ميزة ، ولكنه لم يكن شيء ضرورة ،أما الآن أن صدقك هنا ، سيكون ميزة ، وضرورة على حد سواء . يجب أن تتعلم كيف تنظر من دون تفضيل ، ومن دون خوف ، وبعقل صاف وواضح ، و بهذه القوة الداخلية ، وهذا الإيمان بالروح ، وهذا التواصل مع الله ، هذا التواصل مع الغرابة ، ومن دون الافتراضات الخاطئة ، ومن دون الإيمان أن كل شئ سوف يكون على ما يرام ، و من دون التفكير أنك سوف تكون محفوظ طول الوقت ، لأن حقيقة الحال ليست هكذا.
هذا هو السبب في أن إعدادك الداخلي هنا هو أكثر أهمية من أي شيء تفعله في الخارج ، ولأن ما تفعله خارجاً هو مجرد شيء مؤقت ، حيث لا يمكنك تخزين الطعام لبقية عمرك . ولا يمكنك حماية نفسك من كل عارض أو حدث . ولا يمكنك تخزين المواد الضرورية لعدة عقود . كما لن يكون هناك مكان أمان تماماً على الأرض ، أو بعيد عن متناول أمواج التغيير العظيمة.
عليك أن تكون واضحاً و مليء بالموارد ، وأن تكون حكيم وموجهه داخلياً ، لأنه لن يكون هناك سوى عدد قليل جداً ممن يمتلكون القدرات لإعطائك المشورة الحكيمة ، وسيتوجب عليك رعاية أسرتك وربما أشخاصاً آخرين أيضاً . كما يجب أن تعتني بصحتك البدنية ، وصحتك العقلية . لأنه قد يتطلب منك الأمر أن تقوم ببعض الأشياء التي تتطلب شجاعة فائقة.
كلما كنت قادراً على تقدير قوتك ، وتعريف نفسك بها ، كلما كنت قادراً على بناء الثقة في مواجهة الشك ، و حتى في مواجهة الكارثة . يجب أن تكون لديك الثقة الداخلية ، وهي لن تكون ثقة كاذبة . لن تكون شيئا يمكنك أن تحدث نفسك فيه ببساطة من أجل استرضاءها ، أو لجعل نفسك تشعر بالرضا. إنها قوة الروح ، وهذا هو جوهر قوتك ، و لكنها قوة غامضة . ولا يمكنك التحكم بها . ولا يمكنك إجبارها لأن تعطيك ما تريد . ولا يمكنك استخدامها كمورد . لأنه يجب أن تخدمها ، عقلك مصمم ليخدم الروح ، وكما يخدم جسمك عقلك . أنت لا تستطيع استخدام الروح كمورد.
يجب تأسيس ثقتك على مستوى أعمق . يجب أن يتم تأسيس الشعور بالقوة في حياتك خارج شخصيتك وأفكارك ، لأن العديد من أفكارك سيكون محل تحد ، و ستثبت أنها غير كافية لمواجهة المستقبل ، و للتحرك في الأوقات الصعبة المقبلة.
هذا هو السبب في أنك يجب أن تصبح تلميذا للروح ، وكذلك تلميذاً للعالم . ولذلك ، ستحتاج إلى تعليق العديد من أفكارك و إيمانياتك عن الناس وعن العالم . العديد من الفرضيات التي قد تجدها مريحة للذات الآن ، سوف تُضعفك فقط ، و ستجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة إليك لكي ترى المعرفة و الفعل الذي تحتاج أن تفعله.
أنت لا تعرف كيف ستتحول الأمور . ولكن لا يهم كيف ستتحول ، لأنك هنا موجود لخدمة العالم ، وعليك أن تخدم العالم من دون الحاجة لانتظار أي نتيجة ، إذا كانت خدمتك نقية ، فإنها ستكون نابعة من الحب و الرحمة ، و أن تُعطي لأنه واجب عليك أن تعطي ، وليس لأنك ضامن الناتج من عطائك أنت تقدم الخدمة على أي حال ، أنت تحاول تحقيق نتائج جيدة ، و لكن في النهاية ، لا يمكنك السيطرة على ما يجري . وإذا كان ظاهرا أن خدمتك للآخرين ستبوء بالفشل ، لن تشعر بالإحباط لأنك بذلت جهودك وقمت بما ينبغي عليك القيام به ، مثل رعاية الطبيب للجنود الجرحى في المعركة . لقد بذلت ما في وسعك وقدمت ما لديك بالموارد التي لديك.
أنت هنا للخدمة ، وليس للتحكم . أنت هنا لتعطي ، لا للتلاعب بالأشياء لمنفعتك الخاصة . هذا يمنحك نوعاً من الحصانة من آثار المأساة ، والتي في بعض الحالات قد تكون مخيبة للغاية . وعلى الأخص حين ترى الآخرين من حولك يفشلون ۔ سيفشلون في التحضير ، وسيفشلون في الرؤية و المعرفة . و سيفشلون في الحفاظ على استقرارهم ، بل إن البعض منهم سيفقدون حياتهم . لكنك لا تستطيع أن تفشل ، هذه هي الثقة التي يجب أن تكون لديك ، والتي يجب أن تكون مبنية على الروح ، وليس على بعض الشعور الكاذب بالنفس.
لأولئك الذين سيكونون قادرين على الإبحار عبر أوقات الشك العالي ، يجب أن يتحلوا بالقوة والتوجيه الداخلي . فإذا أرادوا أن يستفيدوا من هذه الظروف ، وأن أرادوا أن ترفعهم تحديات الموجات و تقويهم ، فيجب أن يكون هذا يجب أن يكون تركيزهم.
من وجهة نظر شخصية ، قد يبدو ذلك أكثر من اللازم . وأن المتطلبات كبيرة جداً .و المشاكل هائلة ، و النتيجة مأساوية للغاية . ومن وجهة نظر شخصية ، فإنك قد تفضل التخلي ، والذهاب لاختفاء في مكان ما ، والأمل بأن يمر كل شيء كما لو كان حلماً سيئاً ، وحين تستيقظ سترى الحياة مستمرة كما كانت وقد عرفتها . ومن وجهة نظر شخصية ، قد تبدو أمواج التغيير العظيمة جذرية جداً ومتطرفة جداً ، ومستحيلة ، وغير محتملة ، وغير منطقية ، أو حتى غير معقولة .
كما قد تبدو الرسالة الجديدة من الله مستحيلة وغير معقولة. ولكن حتى لو اعتقدتم بأنها ممكنة ، فإنكم سوف تفكرون بأنها شئ آخر ، وأنها شيء جميل ، و حلو ، شيء الطيف وأمن – حيث لا يتطلب منكم الأمر ضرورة التعامل مع الصعوبات أو خدمة الأشخاص الذين يعانون من صعوبة الظروف . ويمكن أن تكون تلك الرسالة أمراً من شأنه أن يجعلكم تشعرون بالروعة ، لتحملكم بعيدا نحو حالة من السعادة و الهناء .
لكن هذا هو الفرق بين الخيال وبين الواقع . هذه هي الرسالة الجديدة من الله، والتي كانت تعتبر من قبل عبارة عن رسالة مغشوشة ، و معطوبة وأشياء أخرى ، و ذلك لأن الناس قد حولوها إلى أدوات سياسية ، أو لتستخدمها المؤسسات الدينية لفرض سلطته وهيمنتها.
هذا هو شكل رسالة جديدة من الله في شكلها النقي . رسالة واضحة . رسالة قوية. أنها تتطلب أشياء عظيمة من الناس . و أنها تقدم أشياء عظيمة للناس . ولم تأت لتكون مقبولة بين الجماهير ، ولم يتم تخصيصها كي تكون مقبولة اجتماعياً ، هذا هو الشيء الحقيقي . يجب أن تكون حقيقية من أجل رؤيتها و الاستجابة لها ، والحصول على القوة والنعمة التي ستجلبها لحياتك.
، الناس سوف ينظرون إلى الرسول و معتقدين بأنه يجب أن يكون قوي و يجلب المعجزات. يجب أن يكون بدون أخطاء — بدون خطيئة ، بدون وصمة عار ، بدون أغلاط ، محب و عطوف للجميع في كل الأوقات. لكن الرسول الحقيقي هو مجرد بشر غير معصوم ، قابل للأخطاء – لكن قوي ، ملتزم ، و مٌتَفانٍ.
فهل يمكنك أن ترى الاختلاف بين الخيال والواقع ؟ إذا كانت حياتك مبنية على أوهام دائمة ، فإن الواقع سوف يهرب منك . ، أنت سوف تبقى تفكر في بطريقة خيالية و توقعاتك سوف تعكس هذا الشئ.
أنت تسمع للمرة الأولى عن الرسالة الجديدة من الله يتم تقديمها للعالم .أنت تقرأها ، هذا الشئ لم يحصل من قبل. إذا لم تستطع استقبالها ، إذا لم تؤمن بها ، إذا فكرت أنها شئ آخر ، إذا الانعكاس سوف يعود إليك. لكي تستقبل شئ نقي ، جيب عليك أن تكتسب نقاوة داخل نفسك. الرسالة لن تلائم توقعاتك أو توقعات مجتمعك أو ثقافتك.
المبعوثين لا يتم تقديرهم في حياتهم. و لكن فقط بعد أن يرحلوا عن هذا العالم ، بحيث لن يعودوا يشكلون أزمة اجتماعية أو مشكلة أمنية ، ثم يتم نكرانهم ، ثم يمجدون . ثم تُبنى لهم المعابد و النصب التذكارية ، و لكنهم حين كانوا على قيد الحياة ، كانوا مجرد مشكلة ، و مشيرين للأزمات ، و مزعجين ، و مسببين للقلق ، ويتحدثون عن أمور يجد فيها الناس صعوبة بالغة في فهمها ، أو في مواجهتها داخل أنفسهم ، واضعين معيار أعلى للحياة ، جاعلين الجميع يشعرون مدى خطورة أو فداحة الخطر الحقيقي الذي يحدق بهم من كل ناحية وصوب.
فإن الله يكن لك اعتباراً أكبر من الذي تكنه أنت لنفسك . لذالك تم إعطائك بعض الأمور العظيمة لكي تقوم بها ، لترى و تعرف . إذا كنت قادراً على تقبل هذه الأمور وتنفيذها ، فإن نظرتك المثيرة للشفقة على نفسك ستختفي ، وستصبح قادراً على بناء أساس جديد للعلاقة مع نفسك ، ومع الأخرين كذلك.
الرسالة الجديدة تحضر معها تحذير ، رحمة و تجهيز. إذا لم تستوعب التحذير ، لن تفهم الرحمة. إذا فهمت التحذير و الرحمة ، سوف ترى الاحتياج للتجهيز. سوف تحتاج لطريق ، طريقة ، مسار للوصول و أكتساب الشئ الأساسي المقدم لك هنا.
في مواجهة هذا ، فقد تشعر بأنك ضعيف ومشوش . ولكنك يوماً ما ، ستشعر بأنك قوي . ثم ستشعر بالضعف من جديد في اليوم التالي ، وفي أحد الأيام ستشعر بأن حياتك مباركة . وفي اليوم التالي ستشعر كما لو أنها مهجورة و وحيدة لأن هذا كله هو ما يحدث في عقلك السطحي – يوم هادئ ، واليوم التالي مضطرب ، و أحياناً يأتيك يوم تلسع حياتك رياح العالم بشراسة ، فحياتك على السطح لن تكون أبداً مستقرة و لكنك حين تبدأ بالتعلم كيف تصبح متصلاً بقوة و حركة الروح في نفسك ، فإن تلك الاضطرابات التي تعتري حياتك سوف تتضاءل أكثر فأكثر ، وسيخف تأثيرها على تفكيرك وعلى عواطفك . ستنظر إليها كما لو كانت اضطراباً على سطح عقلك ، ما سيجعلك أكثر تماسكا ، وموضوعية.
ليس من المتوقع منك أن تفهم التحذير تماماً ، لأنك يجب أن تبقى في عملية بحث بنفسك . يجب عليك أن تفهم بنفسك لأن مجرد سماع ذلك التحذير ، والإيمان بوجوده لن يكون كافياً لتحفيز العمل الشجاع في داخلك ، أو استحضار الحكمة في داخلك.
لأن النعمة الحقيقية هي في وجود الروح في داخلك ، وهي هنا لإرشادك ، و لحمايتك ، و لقيادتك إلى إنجازك الأعظم في الحياة . هي هنا لتمكينك من العثور على الأفراد الذين سيمثلون الهدف الأعلى في حياتك . إنه يعني أن الله معك ، و فيك ، و متصل بك ، وبأن للبشرية وعد أكبر في العالم ، وضمن المجتمع الأعظم في العالمين . هذه هي النعمة . و أنك مقدر لك في أن تمتلك علاقات ذات هدف أعلى إذا كنت تستطيع أن تستجيب لنداء أكبر في حياتك و إذا كنت تستطيع مواجهة واقع حياتك ، وإذا كنت قادراً على المضي قدماً خطوة بخطوة . هذه هي النعمة .
لكن هذا الشئ يتطلب طريقة مختلفة في أعتبار نفسك وفي اعتبار الآخرين ، والنظر إلى العالم ، والمستقبل والماضي . ذلك سيتطلب إعادة تقييم هائلة ، وهذا يستغرق وقتاً طويلاً . لذلك ، فأنت لن تفهم التحذير تماماً ، ولن تستطيع فهم النعمة تماماً ، ولن ترى الحاجة إلى الاستعداد ، أو فهم كيفية التحضير حقاً.
يمكنك أن تنظر لدراسة برنامج الخطوات إلى الروح ، وقد تسأل : ” أعتقد بأن هذا أمر سهل جداً ! ، أن هذا بدائي ، هذا للمبتدئين فقط“ . لكن لا تملك أية فكرة عن ما هو بين يديك ، وعن أية معرفة يمثل، و قوة الأرواح التي يمكن أن تعمل من خلالك عند ارتباطك بعلاقة بها.
إن عقلك لا يعرف شيئاً . الروح فقط هي التي تعرف . لأن عقلك الشخصي محشو بالإيمانيات والقناعات والأفكار الثابتة ، لكنه لا يعرف أي شيء . ولذلك ، فقد كان المقصود منه أن يخدم الروح ، وليس لأن يأخذ مكانها . وهذا هو السبب في أن الإدراك الحقيقي يحدث على مستوى أعمق . وأن الالتزام الحقيقي ينشأ من مستوى أعمق ، وكذلك المشاركة الحقيقية التي تنبثق بدافع من مستوى أعمق . كما أن مياه المحيطات العظيمة يتم تحريكها على مستوى أعمق.
لذلك ، فلديك فرصة الآن لاكتشاف هدف وجودك الأعظم في مواجهة أمواج التغيير العظيمة ، وفي مواجهة المجتمع الأعظم ، ومواجهة كل الشك ، وعدم اليقين ، والأسئلة التي تواجهك ، والتي لا يمكن الإجابة عليها . هذه هي الهدية . وهذا هو الوعد ، وهذا هو المدخل الذي يجب أن تمر عبره الآن .
كما أوحي إلى رسول الرب مارشال ڤيان سمرز في الأول من نوفمبر من عام ٢٠٠٨…
كما أوحي إلى رسول الرب مارشال ڤيان سمرز في الواحد و الثلاثون من يناير من…
كما أوحي إلى رسول الرب مارشال ڤيان سمرز في الثلاثون من مارس من عام ٢٠٠٨…